- صاحب المنشور: بسام بن شقرون
ملخص النقاش:في ظل تزايد الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة، أصبح هناك نقاش حيوي حول التوازن الذي ينبغي تحقيقه بين استخدامنا لتلك الأدوات الذكية وبين احتياجاتنا الإنسانية الأساسية. هذا الموضوع يتجاوز مجرد الوقت الذي ننفقيه أمام الشاشات؛ فهو يمس جوانب عديدة من حياتنا تشمل الصحة النفسية والاجتماعية والعلاقات الأسرية.
على جانب واحد، توفر التكنولوجيا العديد من الفوائد العملية والمالية وغيرها الكثير. فهي تساهم في تعزيز الإنتاجية والكفاءة، وتسهل التواصل مع الآخرين حتى وإن كانوا بعيدين جغرافيًا. كما أنها المصدر الرئيسي للمعرفة والثقافة اليوم. ولكن الجانب السلبي واضح أيضًا - حيث يمكن للتكنولوجيا أن تصبح إدمانا يؤثر سلباً على نمط حياة الأفراد ويقلل من فرصهم لإقامة علاقات شخصية حقيقية أو الاستمتاع بالأنشطة التقليدية.
تأثير التكنولوجيا على الصحة النفسية
أظهرت الدراسات العلمية مؤخرًا وجود علاقة مباشرة بين وقت الشاشة المتزايد والإصابة بالاكتئاب واضطراب القلق. الأطفال خاصة معرضون لهذا التأثير بسبب عدم قدرتهم الكاملة على فهم حدود استخدامه الآمنة. بالإضافة لذلك، فإن التعرض المستمر للإعلام الاجتماعي ومحتواه المفعم بالمقارنة الاجتماعية قد يساهم أيضاً في انخفاض الثقة بالنفس والشعور بعدم الرضا عن الذات.
الحفاظ على العلاقات الأسرية والتواصل الاجتماعي
من أكثر المخاطر التي تهدد مجتمعنا الحديث هي الانفصال الاجتماعي الناجم جزئيًا عن الحضور الدائم للأجهزة الإلكترونية خلال المناسبات والأوقات العائلية. هذه الظاهرة تؤدي إلى تقليل الجلسات الحميمة المشتركة وقدرة أفراد الأسرة على تبادل القصص والأخبار وإدارة الأمور الداخلية للأسرة بطريقة فعالة.
دور التعليم في تحقيق التوازن
تلعب دور المؤسسات التعليمية دورا هاما هنا حيث يجب عليها دمج مفاهيم التربية الرقمية ضمن مناهجها الدراسية لرفع وعى الطلاب بأضرار الاعتماد الزائد على التكنولوجيا وكيفية وضع قواعد واستراتيجيات صحية لاستخدامها.
الحلول المقترحة لتحقيق توازن أفضل
* تحديد أوقات محددة للاستخدام اليومي للأجهزة الإلكترونية داخل المنزل وخارجه.
* تنظيم جلسات عائلية خالية تمامًا من أي جهاز رقمي مرة واحدة في الأسبوع على الأقل.
* تشجيع مشاركة التجارب الواقعية مثل الرحلات الخارجية والاستكشاف الطبيعي وتعليم مهارات جديدة غير رقمية.
* تقديم دعم نفسي متخصّص لمن يعانون بالفعل من اضطرابات مرتبطة بالإفراط في استخدام الإنترنت والجوال.