في الإسلام، الخلوة هي اجتماع رجل بامرأة أجنبية عنه دون وجود ثالث، سواء كان ذلك في مكان عام أو خاص. اتفق العلماء على تحريم خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية، سواء كانت عديلة أو غير عديلة، سواء أمنت الفتنة أم لم تؤمن. وقد أوجبوا حُرمة اجتماع النساء مع الرجال اجتماعاً ملاصقاً، ومن استباح ذلك فقد كفر.
وقد أطلق العلماء حُرمة الخلوة مع وجود شهوة، وحرموا خلوة رجل برجل بشهوة، أو خلوة نساء ببعضهن إذا خيف عليهن فعل الحرام. أما فيما يتعلق بالخلوة من أجل التعليم، فقد ذهب المالكيّة إلى تحريم ذلك، وأن تعليم المرأة هي مسؤوليّة والدها أو زوجها، ويجوز لها أن تسأل العالم من وراء حجاب. وأمّا الشافعيّة أجازوا التعليم لكن بوجود محرم في حال أمنت الفتنة، وحرّموا الخلوة من أجل التعليم مع الشهوة على الإطلاق حتى وإن كان معها محرم.
لا يجوز للرجل أن يخلو بمن هي أجنبية عنه، سواء كانت كبيرة بالسن أو كانا كبيرين في السن. وقد أجمع العلماء على ذلك لعموم الأحاديث التي وردت عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- في النهي عن الخلوة. وذكر النوويّ إذا اختلى الرجل بالأجنبية دون أن يكون معهم شخص ثالث فهو حرام باتفاق العلماء حتى لو كان معهم من هو في عمر السنتين أو الثلاث؛ لأن وجوده كعدمه. ولا يوجد فرق في الخلوة مع الشابة أو العجوز، لكن الخلوة مع الشابة أشد خطراً.
إن خلوة الرجل بالمرأة الأجنبية تشكل العديد من المفاسد والأضرار الاجتماعية، ومن هذه المفاسد: زيادة نسبة الطلاق في المجتمع الإسلامي، انعدام الغيرة بعد مدة من الاختلاط، الوقوع في الرذيلة وعدم صون الكرامة، تشكل علاقات فردية باطنها سوء، زيادة جرائم الاغتصاب، فقدان ثقة الوالدين بأولادهم، وانعدامها بين الأزواج، انتشار الأمراض النفسية والجنسية، الابتعاد عن العبادات بسبب سوء السلوك وجرائم الأخلاق، والأذى النفسي الذي قد تتعرض له المرأة في العمل، إذ قد تضطر للتنازل من أجل أن تحصل على حقوقها المالية والإدارية.
في الختام، يجب على المسلمين الالتزام بتعاليم الإسلام فيما يتعلق بالخلوة، والابتعاد عن كل ما قد يؤدي إلى المفاسد والأضرار الاجتماعية.