الصلاة هي أول ما يعرض عليه الإنسان حسابه يوم القيامة حسب الحديث النبوي الشريف "الأعمال بالنيات"، ولكن هذا الحساب ليس مجرد محاسبة للأفعال فحسب، بل هو أيضاً اعتراف بالعبودية لله تعالى. الصلاة ليست فقط ارتباطاً بدنياً بين العبد وخالقه، ولكنها تعكس مدى تواضع المرء واتزانه الروحي. إنها تتطلب الانقطاع عن الدنيا ومشاغل الحياة اليومية والتوجه نحو الآخرة بشكل متجدد وشامل.
في الإسلام، تحتل الصلاة مكانة عالية جداً. فقد كانت واحدة من الأوامر الأولى التي نزلت من السماء عبر الوحي للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. تعتبر الصلاة الركن الثاني للإسلام بعد الشهادتين، وتمثل جوهر التعبد الخالص لله. كما أنها تميز بني البشر عن الحيوانات الأخرى لأنها حالة فريدة من حالات التفكير العميق والإخلاص العاطفي. هناك العديد من الأدلة في القرآن الكريم والسنة المطهرة تؤكد أهميتها وضرورة المحافظة عليها بكل إخلاص وحضور قلب.
ثمار هذه العبادة عظيمة للغاية. تُعتبر الصلاة بمثابة حاجز ضد الوقوع في الفتن والكفر، مما يساعد المؤمن على الشعور بالأمان والاستقرار النفسي الداخلي. بالإضافة لذلك، توفر الصلاة الراحة النفسية والطمأنينة التي يحتاجها القلب البشري خلال رحلة الحياة الدنيا. إنها تعمل كدواء فعال للغفلات والمغريات الدنيوية، حيث تشجع صاحبها على التركيز على الأمور المعنوية والأخروية. أيضا، تساعد الصلاة في رفع مستوى الأخلاق لدى فرد المجتمع المسلم، إذ تحذر من ارتكاب الفواحش والمعاصي بإظهار قوة الإرادة الداخلية للتزم بتعاليم الدين الإسلامي.
ومن الناحية الأخروية، فإن الصلاة لها دور كبير جداً. تعد الصلاة مظهراً واضحاً لصلاح العمل العام، فهي سبيل لدخول الجنة بموجب وعد النبي صلى الله عليه وسلم بأن "من حافظ على خمس صلوات مكتوبة وصلواته جميعها كان له عهد عند الله ألا يخذلك ولا يكذبك...". كذلك، تستعمل الصلاة كمقياس للحالة الإسلامية لكل شخص ملتزم دينياً. عندما يتم تنفيذ واجبات هذه العبادة بطريقة تقوى واحترام، يمكن اعتبار ذلك مؤشراً قوياً لحياة الفرد المستقبلية الحافلة بالإنجازات الدينية والعالمية المتوافقة مع شريعة رب العالمين.