في ضوء النصوص الشرعية والفقه الإسلامية، فإن علماء الدين اتفقوا بشكل عام على عدم مشروعية مقاطعة الابن لوالده بغض النظر عن سلوكه أو تصرفاته. هذا الرأي مستمد من الأدلة القرآنية والأحاديث النبوية التي تؤكد على أهمية بر الوالدين واحترامهما، حتى لو اخطآ أو أجرموا. يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً". كما أكدت السنة النبوية الحاجة إلى البر بالوالدين رغم سوء معاملتهم.
ومع ذلك، ليس هناك حرج ديني في انتقاد أبيك بصوت هادئ ومحترم عندما تكون هذه الانتقادات بهدف تبليغه خطورة ما يقوم به وتشجيعه على التغيير نحو الأحسن. ولكن قبل القيام بذلك، ينصح بالإستعانة بشخص ثقة ذو مكانة اجتماعية عالية مثل رجال دين متمرسين أو آخرون معروفون بحكمتهم وحسن نياتهم لإعادة توجيه الأب برفق وبدون تدخل مباشر قد يؤدي إلى زيادة الاحتقان والخلافات العائلية.
من المهم أيضاً فهم أن تحمل الأذى والصبر عليه يعد جزءاً أساسياً من واجبات الأبناء نحو آبائهم حسب التعاليم الإسلامية. بالإضافة لذلك، يشجعنا الدين الإسلامي على تقديم المشورة والإرشاد الدائم للأب بطرق حسنة ولطيفة لتحقيق هدفه الروحي وهو هداية الآخرين لما فيه خير وصلاح الجميع.
وفي النهاية، الجدير بالذكر أنه وفقاً للشريعة الإسلامية، الظلم فعل مذموم بكل أشكاله وأبعاده وليس مقبولاً تحت أي ظرف بين جميع الناس بما فيهم الآباء. بالتالي، يجب التأكيد دوماً على ضرورة العدالة داخل المنزل وخارجه باعتبارها أحد مبادئ العقيدة الإلهية الأساسية.