تعتبر معرفة صفات ونعيم الجنة أحد أغلى المعارف لدى المسلمين، إذ ورد ذكرها في كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. تعتبر الجنة مكافأة عظيمة لمن اتقى الله وعمل صالحاً، فهي دار الخلود والسعادة الأبدية التي اشتقت إليها النفوس المؤمنة منذ وجودها على الأرض.
صفات الجنة
تنفرد الجنة بطابع خاص يختلف تمام الاختلاف عن أحوال الدنيا وزخارفها الزائلة. تتميز بتدفق نهراها بنوعيات مختلفة من المياه العذبة وغير الآسن، بالإضافة إلى اللبن النقي والمشروب الحلو المخلوط بالذهب المنصهر والذي يسمى "الخمر". كذلك تتزين بشجر نخيل غزيرة وثمار جميع الأصناف، بما فيها اللحوم المتنوعة والتي تشتها نفوس أهل الجنة. كما خصت بسماء واسعة الظلال، وغرف فاخرة مبنية من زجاج ومنحوتات ذهبية تتدفق منها مياه نقية.
درجات الجنة
ترتيب الجنان مختلف حسب عمل المؤمنين وشدة تقواهم. أعلى مرتبة هي الفردوس الأعلى، ملاصقة للعرش الرباني ويجري من تحته جدول الأنهار. الوسيلة هي القمة داخل هذا الفرع الخاص من الجنان، وهي مكان الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم-. تُقسم المراتب الأخرى إلى مائة طبقة؛ لكل واحدة مكانتها الخاصة والممتازة للغاية بالمقارنة مع ملكات البشر المدنسة.
يحكم مستوى دخول المرء ضمن هذه الطبقات عمله والأعمال الصالحة المختلفة مثل الإيمان الراسخ بالإله الواحد والدفاع عنه عبر البذل والتضحية بالنفس لإرضائه عزوجل. يعد طلب الشهادة بهدف مرضاة الله وحده، واستحضار الماء أثناء الاغتسال رغم شدائد وضيق ذات اليد، واتخاذ الخطوات نحو مساجده سبباً مؤهلاً لتحقيق مستويات عليا أخرى مثالية بالجنة بإذن رب العالمين.
صفات سكان الجنة
يتصف سكان جنات البركات بأن أجسامهم طويلة ولها رونق خاص، طولهم يصل لعشرين ذراعا ومعروضة بشكل نهائي شبابه دائماً بدون عرض للشعر. قداسة قلوبهم تعادل صفاء القلب الذي امتلأ حباً وابتهاجاً بازدياد إيمان النبي جعفر -عليه السلام-. عمر هؤلاء المحظوظين دائمٌ عند سن الثلاث والثلاثين سنة، العمر الأكثر جمالا وانطلاقا للحياة قبل البدء بفقدان الطاقة الطبيعية للجسد تدريجياً خلال مراحل الشيخوخة والحاجة لأخذ العلاج باستمرار لتطبيع خطوط دمائهم وفقا لما اعتادت عليه أجسام الشباب الأقرب لانسياب المشاعر والإنتاج العقلي والعاطفِي بكفاءة عالية وطاقة نشطة أكيدة.
تساهم حالة الجسم المثالية اضافة إلى قوة الأخلاق المكتسبة نتيجة التقوى المستدام لاستمرارية نشر الحب والرحمة بكل حيوية فيما بين أفراد مجتمع نعيم رضوان الله الأعظم . إن وصول رائحة عبق روائح تلك المواطن المقدسة يمكن رؤيتها حتى خارج أسوار بواباتها ، وإن مجرد نظرة النظر اليها فقط تصنع تغيير جذري في النفس الإنسانية نحو الخير والاستقامة والصلاح مهما كان الانسان بعيداً عنها بمكان معنوي كبير جدًا ولذلك فإن الوصول إلي رحابة أبواب فضائل الصالحين تعد سعيًا مشروعًا بلا حدود ولا تخلف للأمل بالحصول عليها يوم القيامة.
