حثّ النبي محمد صلى الله عليه وسلم البشرية على اختيار شركاء الحياة باعتبارات مهمّة تساهم في بناء حياة سعيدة ومستقرّة. وفي هذا السياق، روى الإمام أحمد في مسنده وغيره عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "إذا جاءكم من ترضون خلقه ودينه فزوّجوا إليه"، مما يعني ضرورة مراعاة الأخلاق الدينية كعامل رئيسي في اتخاذ مثل هذه القرارات الحاسمة.
إن الزواج المؤسس على الدين والخُلق الحميد ليس مجرد اتحاد شخصيتين بل هو أساس لبناء مجتمع مسلم متماسك ومتكامل. فالرجل المؤمن والمطيع لشرائع الإسلام، والذي يسعى لتطبيق تعاليم القرآن والسنة النبوية، سيكون بالتأكيد قادرًا على تحقيق استقرار وزوجته وتحصيل البركات الأسرية. وهذه المواصفات لا تقتصر فقط على صلاح الزوج ولكن أيضًا تشمل مدى اهتمامه برفاهيته ورعاية مصالح أفراد أسرته بشكل عام.
ومن بين المعايير الأخرى اللازمة للاختيار المناسب للشريك يمكن ذكر عدة عناصر أخرى ذات قيمة بالغة. أولها التأكد من امتلاك الشخص لنفس المستوى الروحي والإيمان المتعمق بوحدانية الله سبحانه وتعالى وصلاحه داخليا وخارجيًا. بالإضافة لذلك فإن العلم الشرعي يعد أمر حيويا إذ يساعد في فهم هدي ديننا الحنيف وفهم الأحكام الخاصة بالحياة الأسرية وحسن إدارة المنزل بكل جوانبه المختلفة. وعند البحث عن شريك مناسب تجدر مراقبة تصرفاته أثناء الغضب والحزن وكذلك حال ارتباطه بحبيبته؛ فلا يجوز تركيب الشخصية خلال فترة الخطوبة فقد يؤثر ذلك بالسلب فيما بعد. وأخرى تتعلق بنسب العائلة وجودتها الاجتماعية والتزاماتها تجاه العقائد والقيم السامية للدين الحنيف لما لها تأثير ملحوظ أثره ايجابيا لدى الأطفال لاحقا.
وفي ظل عالم اليوم المتحضر ذو الاحتياجات الفائقة للأسر الحديثة، بات القدرة المالية أحد الضرورات الضرورية لاتقاء المشاكل الاقتصادية داخل البيت الواحد. وبينما يتم تقديس مكانة التقوى قبل الثراء، تبقى قدرة تحمل الزوج مسؤوليات مالية بكثيرة أمرا هاما لدعم الاستقرار النفسي والجسدى للعائلة كلها بدءا بالأطفال وانتهاء بإسعاد جميع الأفراد بغض النظرعن جنسهم. وفي نهاية المطاف يأتي عامل الصحة الجسدية والمعنوية جنبا الى جنب مع جملة تلك المسائل بما فيه القدرة الانجابيه حتى تتمتع الاسرة بخيري الدنيا والاخرة سويا .
أما بالنسبة لحقوق النساء فهو جزء أصيل وشغل كبير للنبي الكريم -صلوات ربي وغفرانه علية-. فعندما منح فرصة مختارتهم لشركائهم، اعترف بذلك الحق في الحرية واتخذ منه قاعدة اساسية لتحقيق رضى طرفي العملية الزواجية عموما ،كما وظف التفويض العائلي للإرشاد والنصح وفق منظور شرعي واضح بينما ممنوع التدخل المباشر بحرمان اي فرد مهما علا شأنه بالقوة الخارجية الا اذا ظهر عدم توافق عقائدهم واحكام صحتهم النفسيه والعضويه وهو ما يعرف بعقد المصاهرة والتي تعتبر عمل تنظيم اصول نسله من اخلاف سيدنا نوح وصولا الي عصر ظهور خير البرية محمد رسول الرحمه للعالم اجمع قائدا ومعلما للحقيقه الاخيره : "إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودًا".