سورة البينة، وهي السورة التاسعة والثمانون في ترتيب المصحف، تعد من السور المدنية التي تتألف من ثماني آيات. تركز هذه السورة على بيان الحجة القاطعة التي جاء بها النبي محمد ﷺ، وتوضح علة إنزال القرآن الكريم، وتفصل في شأن الكفار من المشركين وأهل الكتاب.
تبدأ السورة ببيان أن الكفار من أهل الكتاب والمشركين لم يكونوا منفكين عن كفرهم حتى جاءتهم البينة، أي الحجة الواضحة، وهي النبي محمد ﷺ وكتابه القرآن الكريم. ثم توضح أن الرسول ﷺ هو رسول من الله يتلو صحفا مطهرة، أي من الباطل، وفيها كتب قيمة.
وتشير السورة إلى أن الاختلاف بين أهل الكتاب لم يحدث إلا بعد أن جاءتهم البينة، أي بعد ظهور النبي محمد ﷺ. كما تؤكد على أن ما أمر به الله هو عبادة الله مخلصين له الدين حنفاء، أي متبعين للطريق المستقيم، وإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة. وهذا هو الدين القيم الذي يجب اتباعه.
ثم تذكر السورة جزاء الكفار من أهل الكتاب والمشركين الذين ماتوا على كفرهم، حيث سيكون جزاؤهم نار جهنم خالدين فيها. أما المؤمنون الذين آمنوا وعملوا الصالحات، فهم خير البرية، وجزاءهم عند ربهم جنات عدن تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا.
بهذا، تبرز سورة البينة أهمية الحجة القاطعة التي جاء بها النبي محمد ﷺ، وتوضح علة إنزال القرآن الكريم، وتفصل في شأن الكفار وجزاء المؤمنين.