كان لسيدنا يعقوب عليه السلام أثني عشر ابنًا، وهم معروفون لدى المسلمين والفلسطينيين باسم "بنو إسرائيل". ويُعتبر هؤلاء الإخوة الـ12 سلالة كل قبائل فلسطين القديمة تقريبًا. ومع ذلك فإن الحديث القرآني يشير بشكل خاص إلى وجود أحد عشر فقط بالإضافة ليوسف عليه السلام، مما يوحي بإمكانية اعتبار الأخ الثاني عشر هو يوسف نفسه بناءً على بعض التفسيرات الإسلامية المتعلقة بالقول "رأيت أحد عشرة كوكباً والشمس والقمر". إلا أنه وفق التقليد اليهودي والمسيحي، تم الاعتراف بيثنى عشريابنٍ لكل من يعقوب وزوجاته الأربع.
على الرغم من عددهم الكبير، لم يكن حب يعقوب موزعاً بالتساوي بين جميع أبنائه. فقد استحوذت شخصيات يوسف وبنيامين على اهتمامه الخاص، وهو ما أدى لتولد مشاعر الغيرة والحسد لدى أشقاءهم الذين بلوا بأعمال سوء بحق يوسف خاصة، منها محاولة القتل والإلقاء في البئر قبل بيعه للعبدية بسوق التجار المصري. تلك الحادثة المؤسفة شكلت نقطة تحول كبيرة في حياة يوسف مستقبلاً عندما اكتسب مكانة مرموقة داخل بلاط الملك المصري حتى أصبح واحداً ممن يسودونه.
ومن الجدير بالذكر أيضاً أن قصة سيدنا يوسف تعتبر فريدة ضمن سلسلة القصص المكذولة التي تتميز بها القرآن الكريم، فهي تقدم رواية كاملة ومفصلة لحياة الباروعلى الأرض بدون انقطاعات أو انتقالات مفاجئة للأحداث عبر السور المختلفة للقرآن المبارك. وتعد دروس وعبر متعددة يمكن الاستلهام منها حول طبيعة الحياة المتغيرة دوماً وحتميتها وانطباق مصطلح العزة والبؤس على كافة الأشخاص بغض النظر عن الظروف الاجتماعية وظروف نشأة المرء وصفاته الشخصية فضلا عن ضرورة توازن استخدام المعرفة البشرية والمعرفة الروحية لإدارة المسئوليات العامة والأوضاع الخاصة وجهود الإنسان نحو تحقيق العدالة ونشر الخير والخير العام وكيفية مواجهة تحديات الشر والنفاق وتحقيق الانتصار النهائي للحقيقة والديمومة لرسالات الرحمة والسعادة والنجاة.
