في الرحلة الأخيرة التي يبصرها المرء قبل دخول عالم الآخرة، ينتقل الجسد إلى الحياة البرزخية، بداية من لحظة الانتقال من الدنيا. يُعتبر القبر محطة أساسية تتحدد فيها مصائر الأشخاص بناءً على أعمالهم وأفعالهم في حياتهم الأرضية. يشير علماء الدين إلى أن القبر هو الباب الأول نحو حياة الآخرين، حيث سيكون مصيره إما نعيمة وغرفة من غرف الجنة، أو عذاب جهنمي.
العبرة الأولى عند نزول الشخص إلى هذا العالم الجديد هي سؤال الملكين الموكلَين بهذا الأمر. سيطلب منه معرفة إيمانه بربه وشرعه ومعبوده الحق، إضافة لسؤاله عن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. إذا نجح الميت بالإجابة وفق الإرشادات الإسلامية، فسيكون لديه طريق مفتوح نحو الجنة من خلال بوابة مفروشة بطيب رائحة جنات النعيم. أما لو لم يستطع ذلك، فقد يعاني أثناء فترة وجوده بالقبر حتى نهاية الزمان.
وبجانب الجزاء الفوري، هناك أيضاً حالة تسمى "بالنعيم المعدوم"، وهو ما يعني الحصول على راحة مؤقتة بسبب الأعمال الصالحة سابقاً ولكن بدون الوصول للعيش بشكل دائم داخل جنان الخلود. وعلى الجانب المقابل، يوجد أيضًا أشخاص تعرض لعقاب شديد نتيجة سوء الطاعة والتزامات مخالف لتعاليم الإسلام.
ويرى العديد من الفقهاء أنه رغم كون هذه التجارب جزء مهم من عملية التحضير للحساب النهائي، إلا أنها ليست ذات طبيعة محاسبية بحسب التعريف التقليدي. بدلاً من ذلك، تعتبر ثمار مباشرة للأعمال البشرية هنا وهناك حسب درجة صلاح الأفراد ومعاصيهم. وبشكل عام، ستكون جميع الأمور مطروحة مرة أخرى أمام الله عز وجل في يوم الحساب الأكبر ليوم القيامة حين يقيم كل نفس بما عملت ولا ظلمون شيئًا.