في الإسلام، العدة هي فترة زمنية محددة يجب على المرأة أن تقضيها بعد انتهاء علاقتها الزوجية، سواء بالطلاق أو الوفاة. هذه الفترة لها أحكام وشروط محددة، والتي سنستعرضها فيما يلي:

أحكام العدة للأرملة:

1. العدة من الوفاة: تبدأ عدّة المرأة من وقت التحقق من وفاة زوجها، وتستمر لمدة أربعة أشهر وعشرة أيام، حسبما ورد في القرآن الكريم في سورة البقرة (234). إذا كانت المرأة حاملاً، فإن عدتها تنتهي عند وضع حملها.

1. التزامات المرأة المعتدّة: خلال فترة العدة، يجب على المرأة المعتدّة تجنب مظاهر الزينة، والالتزام في بيتها الذي مات فيه زوجها، وعدم الخروج منه إلا عند الضرورة القصوى، مثل العلاج أو شراء الضروريات.

1. حكم الزواج أثناء العدة: لا يجوز للمرأة المعتدّة أن تتزوج برجل آخر حتى تنتهي عدتها.

1. الانتقال من مكان العدّة: يجوز للمرأة المعتدّة الانتقال من مكان العدّة إلى مكان آخر عند الضرورة، مثل الحاجة إلى العلاج أو العمل.

أحكام العدة للمنفصلة عن زوجها بالطلاق:

1. العدة من الطلاق الرجعي: إذا طلق الرجل زوجته طلاقاً رجعياً، فإن لها حكم الزوجة خلال فترة العدة، ويجوز للرجل أن يرجعها إلى ذمته دون إذنها أو رضاها.

1. العدة من الطلاق البائن: إذا طلق الرجل زوجته طلاقاً بائناً، فإن لها حكم الأجنبية، ولا يجوز للرجل معاشرتها أو النظر إليها أو الخلوة بها. في حالة الطلاق البائن بينونة صغرى، يمكن للرجل أن يرجعها بعقد ومهر جديدين، أما في حالة البينونة الكبرى، فلا تحل له إلا بعد أن تتزوج من غيره ويدخل بها من ثم يطلقها.

حكمة مشروعية العدة:

شرع الله تعالى العدة لحكمة عدة، منها:

1. براءة الرحم: لضمان عدم اختلاط الأنساب.
2. احترام الميت: تكريماً لحرمة الزوج في نفس زوجته.
3. صيانة المرأة: لحمايتها من التطلّع للرجال أو تطلّع الرجال إليها.
4. إتاحة الفرصة للزوج المُطلّق: لإعادة زوجته إلى عصمته.
5. تعظيم الزواج: باعتباره عقداً لا ينفك إلا بعد تريّثٍ وتريث.

بهذا نرى أن أحكام العدة في الإسلام تهدف إلى تحقيق التوازن بين حقوق المرأة وحقوق الزوج، مع مراعاة حرمة الحياة الزوجية واحترام الميت.