حديث قدسي في وصف الجنة: نعيم لا عين رأت ولا أذن سمعت

في الحديث القدسي الذي رواه الإمام البخاري، يصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم نعيم الجنة كما أخبره به ربه عز وجل: "قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما ل

في الحديث القدسي الذي رواه الإمام البخاري، يصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم نعيم الجنة كما أخبره به ربه عز وجل: "قال الله: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". هذا الحديث الشريف يسلط الضوء على أن نعيم الجنة هو نعيم فريد لا يمكن مقارنته بنعيم الدنيا، فهو نعيم دائم لا يفنى، خالٍ من الهم والكدر، ومختلف تمامًا عما يمكن أن تراه العيون أو تسمعه الآذان أو يخطر على بال البشر.

ويوضح هذا الحديث أيضًا أن الجنة مخلوقة وأن الله قد أعد ما فيها من النعيم لعباده المتقين. وقد توفيق العلماء بين هذا الحديث وبين ما ثبت من رؤية النبي آدم والنبي محمد صلى الله عليه وسلم للجنة، حيث أكدوا أن ما اطلع عليه النبي من نعيم الجنة وأحوالها لا يتعارض مع حقيقة أن الله قد أخفى كثيراً من النعيم الذي لم يطلع عليه أحد.

وفي القرآن الكريم والسنة النبوية، نجد وصفًا لنعيم الجنة، بما في ذلك أنهار اللبن والعسل والخمر والماء المصفى، ولحم الطير الذي تشتهيه الأنفس، والفاكهة التي تتخيرها النفوس، وأنواع الشراب لذيذ الطعم من التسنيم والكافور والزنجبيل. كما أعد الله لعباده في الجنة الحور العين وصفاةهن التي تبهر الأبصار وتحير العقول.

إن هذا النعيم الذي أعده الله لعباده الصالحين في الجنة هو نعيم لا يمكن تصوره أو تخيله، فهو فوق ما يمكن أن تراه العيون أو تسمعه الآذان أو يخطر على بال البشر. إنه نعيم خالد ودائم، خالٍ من الهم والكدر، وهو دليل على رحمة الله وفضله لعباده المؤمنين.


الفقيه أبو محمد

17997 مدونة المشاركات

التعليقات