الشهادة في الإسلام هي منزلة سامية ومكانة رفيعة منحها الله لعباده المؤمنين الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن دينهم ونشر رسالة الإسلام. يمكن تقسيم الشهادة إلى قسمين رئيسيين: الشهادة الكبرى والشهادة الصغرى.

الشهادة الكبرى: هي أعلى درجات الشهادة، وهي استشهاد المسلم في سبيل الله مقاتلاً ومنازلاً لأعداء الدين في أرض القتال. هذه الشهادة هي لمن صدق في نيته وعزيمته مع الله، فباع نفسه لله راجياً تجارة لن تبور مع ربّه العزيز.

الشهادة الصغرى: هي ما دون الشهادة في سبيل الله، ولكنها تعتبر شهادةً أيضاً. تشمل هذه الشهادة من مات بالطاعون، أو مات مبطوناً بداءٍ في بطنه مثل الاستسقاء، والغريق، والحريق، ومن مات تحت الهدم، والمرأة إذا ماتت وهي تلد، ومن مات في السلّ (المسلول)، واللديغ، والمصاب بذات الجنب، كما يعتبر شهيداً من مات دون دينه، ونفسه، وعرضه، وماله، وحقه.

سبب تسمية الشهيد شهيداً:

يرجع العلماء سبب تسمية الشهيد شهيداً إلى عدة أسباب:

1. حيٌّ: فكأن أرواح الشهداء حاضرةً شاهدةً.
2. شهادة الله: يشهد الله له بالجنة، ورسوله، وملائكته.
3. كرامات الشهيد: لما يرى من الشهيد عند خروج روحه ما أعدّ الله له من الكرامات.
4. شهادة الملائكة: يشهد له الأمان من النار، والملائكة يشهدون له عند موته بحُسن الخاتمة.
5. شهادة الشهيد: يشاهد الملائكة عند خروج روحه واحتضاره، كما يشهد الله له بالإخلاص وحسن النية.
6. شهادة يوم القيامة: يشهد يوم القيامة بإبلاغ الرسل.

كرامات الشهداء عند الله:

ممّا يكرم به الله الشهداء بعدّة كراماتٍ؛ فمنهم من تكون رائحته كرائحة المسك، ومنهم من يكون مبتسماً، ويُرى على وجهه النور. وقد وعد الله الشهداء بالأجر والفوز العظيمين، فالشهادة سببٌ لنيل درجة الفردوس الأعلى في الجنة، وله ما له من كرامةٍ عند الله تعالى، وهو شفيعٌ لأهل بيته، كما أنّه آمنٌ من فتنة القبر، وعمله الصالح لا ينقطع، ويُغفر ذنب الشهيد عند نزول أول قطرةٍ من دمه.

بهذا نرى أن الشهادة في الإسلام هي منزلة سامية ومكانة رفيعة منحها الله لعباده المؤمنين الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الدفاع عن دينهم ونشر رسالة الإسلام.