- صاحب المنشور: ابتهاج بن بكري
ملخص النقاش:
## تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الصحة النفسية للمراهقين: دراسة متعمقة
مع تزايد انتشار استخدام الإنترنت والوسائل الرقمية بين الشباب، أصبح من الضروري فهم التأثيرات المحتملة لهذه التكنولوجيات الحديثة على صحتهم النفسية. يعتبر سن المراهقة مرحلة حرجة في حياة الفرد حيث تتشكل هويته وتتطور علاقاته الاجتماعية. لذلك فإن فهم كيفية تأثير الوسائط الاجتماعية خلال هذه الفترة الحساسة أمر بالغ الأهمية.
تشير الدراسات الحديثة إلى وجود علاقة مباشرة بين زيادة وقت الاستخدام لوسائل الإعلام الاجتماعية ومعدلات القلق والاكتئاب لدى المراهقين. فوفقًا لدراسة أجرتها جامعة كاليفورنيا عام 2019، تبين أنه كلما زاد عدد ساعات قضاء الفتيات والمراهقين أمام الشاشات يوميًا، ارتفعت احتمالية تعرضهن لمستويات أعلى من الاكتئاب والقلق واضطراب الشخصية الحدية وغيرها من المشاكل العاطفية والنفسية الأخرى المتعلقة بانخفاض تقدير الذات واضطرابات النوم.
بالإضافة إلى ذلك، قد تساهم مواقع التواصل الاجتماعي أيضًا في تعزيز ثقافة المقارنة غير الصحية والتي يمكن أن تؤدي بدورها إلى مشاعر اليأس وانعدام الثقة بالنفس والحسد تجاه الآخرين الذين يظهرون حياتهم بطريقة مثالية عبر المنصات الرقمية. وهذا يشجع العديد منهم لإظهار جانب واحد فقط من واقعهم لتجنب انتقاد المجتمع الافتراضي لهم مما يخلق صورة مزيفة للواقع ويؤثر سلبياً على نظرة الشخص لنفسه ولحياته الواقعية.
كما تلعب تقنيات الذكاء الاصطناعي المستخدمة بتطبيقات مثل "إعجاب" و"مشاركة" دور فعال آخر فيما يتعلق بصحة المراهقين النفسية؛ فهي تعمل كمحرض رئيسي لتوجيه الانتباه نحو المكافآت الخارجية وبالتالي التقليل من قدرتهم الداخلية لتحقيق الشعور بالإنجاز الداخليّ والشعور بالسعادة الداخليّة. هذا الأمر يؤدي غالبًا للشعور بأن تحقيق تلك الإعجابات يعطي دلالة لما إذا كان المرء مرغوب فيه أم لا ضمن بيئة المواقع الاجتماعية وهو ما يدفع البعض للتأكد باستمرار بأنه محظوظ اجتماعياً أو حتى مجتهد وفقاً لأراء جمهوره المنتشر حول العالم.
من الواضح إذًا أن تأثيرات الانترنت及社交媒体 تحتاج الى المزيد من البحث العلمي لفهم جميع الجوانب المرتبطة بها جيداً ومن ثم وضع سياسات وقائية فعالة لحماية أفراد مجتمعنا خصوصا الشباب منه. إن إدراك مخاطر الوسائل الرقمية واتخاذ إجراءات تنظيم واسترشادية مناسبة خاصة بشريحة عمرية معينة تعتبر خطوة ضرورية للحفاظ على رفاهية وصحة الأطفال أثناء دخول عصر رقمي جديد مليء بالمجهولات والتحديات الجديدة أيضا!
