الحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله. إن الترديد مع الأذان سنة مؤكدة في الإسلام، حيث ورد الأمر بذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. فعن أبي محذورة رضي الله عنه قال: "ألقى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم التأذين هو بنفسه فقال: ((قل: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله (مرتين، مرتين) قال: ثم ارجع فمدَّ من صوتك: أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن لا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد أن محمداً رسول الله، حي على الصلاة، حي على الصلاة، حي على الفلاح، حي على الفلاح، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله)). أخرجه أبوداود والترمذي.
تختلف صيغ الأذان بين المؤذنين، ولكن جميعها صحيحة ومشروعة. فعن أبي محذورة رضي الله عنه أيضاً قال: "كان أذان بلال رضي الله عنه خمس عشرة جملة"، وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "كان الأذان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثنى مثنى". وهناك صيغة أخرى أذان أبي محذورة رضي الله عنه والتي تتضمن تسع عشرة جملة.
وعند سماع الأذان، ينبغي على المسلم أن يتبع المؤذن في ترديد الأذان تمامًا ما عدا عند حي على الصلاة وحي على الفلاح، حيث يقول: "لا حول ولا قوة إلا بالله". وقد ورد في الحديث عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال المؤذن: الله أكبر، الله أكبر، فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله، قال: أشهد أن لا إله إلا الله، ثم قال: أشهد أن محمداً رسول الله، قال: أشهد أن محمًدا رسول الله، ثم قال: حي على الصلاة، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: حي على الفلاح، قال: لا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: الله أكبر، الله أكبر، قال: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه، دخل الجنة". رواه مسلم.
ومن المهم ملاحظة أنه إذا فات الشخص بعض الأذان ولم يسمعه تمامًا، فلا يبدأ من حيث سمع بل يقول ما فاته من الأذان. كما أنه يجوز الترديد خلف أكثر من مؤذن في نفس الوقت، ولكن الأفضل هو الترديد خلف الأول.
وفي الختام، فإن الترديد مع الأذان سنة مؤكدة في الإسلام، ويجب على المسلم أن يتبع المؤذن في ترديد الأذان تمامًا ما عدا عند حي على الصلاة وحي على الفلاح. ومن المهم أيضًا معرفة صيغ الأذان المختلفة والالتزام بها حسب السنة النبوية.