الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

تعد الأضحية من الشعائر العظيمة في الإسلام، وهي سنة مؤكدة في المذهب الحنفي والمالكي والشافعي والحنبلي. تختلف أحكام الأضحية بين المذاهب الأربعة في بعض الجوانب، وفيما يلي دراسة مقارنة لأهم هذه الأحكام:

شروط الذابح:

يشترط في الذابح شروط كثيرة، منها ما هو متفق عليه، ومنها ما هو مختلف فيه. وفقًا للموسوعة الفقهية (21/ 183)، يشترط في الذابح:

1. أن يكون عاقلاً، سواء كان رجلاً أو امرأة، بالغاً أو غير بالغ إذا كان مميزاً.
2. أن يكون مسلماً أو كتابياً، فلا تحل ذبيحة الوثني والمجوسي.
3. أن يكون حلالاً إذا أراد ذبح صيد البر، وهو الوحش، طيراً كان أو دابة.
4. أن يسمي الله تعالى على الذبيحة عند التذكر والقدرة.
5. ألا يهل بالذبح لغير الله تعالى.

التسمية عند الذبح:

التسمية عند الذبح واجبة على قول جمهور أهل العلم، ولا تحل الذبيحة بدونها. والمعتبر في التسمية هو فعل الذابح نفسه، أي الجزار الذي يتولى الذبح. إذا ترك الذابح التسمية عمداً، فلا تحل هذه الذبيحة، حتى وإن سمى صاحب الأضحية. أما إذا تركها سهواً أو جهلاً، فإن ذبيحته تحل ويعذر بالنسيان والجهل.

وقت الأضحية:

وقت الأضحية هو يوم العيد وثلاثة أيام من بعده، وهي أيام التشريق مع لياليها. الذبح في الليل مكروه، ولكن لا يبطل الذبح في الليل إذا كان هناك ضرورة أو حاجة.

نوع الأضحية:

الأضحية تكون من النعم الثلاثة: الإبل والبقر والغنم. ويجوز ذبح الدجاج أو الإوز تقليداً للأضحية على مذهب ابن عباس رضي الله عنهما.

عدد الأضحية:

عدد الأضحية يختلف حسب عدد أفراد الأسرة. وفقًا للمذهب الحنفي، يكفي أضحية واحدة عن كل فرد من أفراد الأسرة، بما في ذلك الأطفال الذين لم يبلغوا سن التمييز. أما المذهب المالكي والشافعي والحنبلي، فيرى أن الأضحية تكفي عن كل خمسة أشخاص من أفراد الأسرة.

ختاماً:

تعد الأضحية من الشعائر العظيمة في الإسلام، وتختلف أحكامها بين المذاهب الأربعة في بعض الجوانب. ومع ذلك، فإن الهدف الأساسي من الأضحية هو التقرب إلى الله تعالى وتذكر فضل إبراهيم عليه السلام وإسماعيل عليه السلام.