في الإسلام، الاستخلاف في الصلاة هو عملية مهمة تتطلب الالتزام بشروط محددة. هذه الشروط تختلف قليلاً بين المذاهب الأربعة الرئيسية: الحنفية، المالكية، الشافعية، والحنابلة.
شروط الاستخلاف عند الحنفية:
يشترط الحنفية توفر عدة شروط للبناء على الصلاة السابقة عند الاستخلاف. يجب أن يكون الحدث قهرياً من بدنة وليس نجاسة من الغير، وألا يكون مما يوجب الغسل. كما يجب أن يكون السبب غير نادر مثل الإغماء أو الجنون أو القهقهة، وألا يكون الحدث بالاختيار أو بفعل شيء عمداً. بالإضافة إلى ذلك، لا يجوز أن يفعل ما لا حاجة له به، وألا يكون محدثاً قبل دخول الصلاة، وألا يتذكر أنه فاتته الصلاة السابقة. يجب أيضاً أن يعود ويصليها مع الإمام بعد الوضوء، وألا يستخلف من هو غير صالح للإمامة. يجب أن يستخلف الإمام قبل مغادرة صلاته، وألا يذهب يمنة أو يسرة، ويجاوز الصفوف إلا بعد الاستخلاف.
شروط الاستخلاف عند المالكية:
يشترط المالكية دخول الإمام للصلاة قبل طروء العذر. إذا لم يستخلف الإمام، يقدم الجماعة واحداً منهم. إذا لم يقدموا، يتقدم واحد منهم. إذا لم يتقدم أحد، صلوا فرادى وصحت صلاتهم إلا في صلاة الجمعة التي لا تصح بدون جماعة.
شروط الاستخلاف عند الشافعية:
يشترط الشافعية لصحة الاستخلاف في صلاة الجمعة شرطين: استخلاف الإمام في الجمعة من هو مقتدي به، والاستخلاف عن قرب دون طول الفصل في الصلاة. أما في غير الجمعة، فلا يشترطون أي شيء، ولكن يحتاجون لنية الاقتداء بالقلب إذا كان المستخلف غير مقتدي بالإمام.
شروط الاستخلاف عند الحنابلة:
يقول الحنابلة بجواز الاستخلاف لعذر مثل مرض أو عجز عن قراءة الفاتحة أو خوف. لا يجوز الاستخلاف لسبق حدث الإمام؛ فالصلاة تبطل به، لذا وجب عليه استئناف صلاته.
حكم الاستخلاف في الصلاة:
تثبت مشروعية الاستخلاف باتفاق المذاهب الأربعة، والدليل عليه ما ورد عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنه استخلف أبا بكر في الصلاة.
معنى الاستخلاف في الصلاة:
الاستخلاف في الصلاة هو إنابة الإمام غيره من المأمومين صالحاً للإمامة لإكمال الصلاة لعذر قام به الإمام أو طرأ له عجز. يصبح الثاني إماماً والأول يخرج من الإمامة ويقتدي بالإمام الثاني. حكمه الندب في غير الجمعة وواجب فيها. مثال ذلك أن يصلي الإمام ركعة أو ركعتين ثم عجز عن إكمال صلاته بمانع يمنعه من إتمام صلاته.
أمثلة على الاستخلاف:
مثال على ذلك ما ورد في الحديث الشريف:
