مخاطر الاستخدام الزائد للإنترنت على الصحة النفسية للشباب

في السنوات الأخيرة، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يوفر الوصول إلى المعلومات والترفيه والتواصل مع الآخرين بطرق لم تكن ممكنة من قبل. و

  • صاحب المنشور: ملك المهنا

    ملخص النقاش:
    في السنوات الأخيرة، أصبح الإنترنت جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية. يوفر الوصول إلى المعلومات والترفيه والتواصل مع الآخرين بطرق لم تكن ممكنة من قبل. ولكن، كما هو الحال مع كل التقنيات الجديدة، يأتي استخدامها المستمر بمجموعة من التأثيرات المحتملة التي قد تكون غير صحية خاصة بالنسبة للفئة العمرية الشابة. هذه الدراسة ستستكشف المخاطر الصحية النفسية المرتبطة بالاستخدام الطويل الأمد للإنترنت لدى الشباب.

العزلة الاجتماعية:

إحدى أهم القضايا الناجمة عن الاعتماد المفرط على الإنترنت هي زيادة حالات العزلة الاجتماعية. بينما يمكن للإنترنت تسهيل التواصل بين الأشخاص الذين يعيشون بعيداً، إلا أنه قد يؤدي أيضاً إلى التقليل من اللقاءات الشخصية الواقعية. هذا الانعزال المتزايد يمكن أن يساهم في الشعور بالاكتئاب، القلق، وفقدان الثقة بالنفس. دراسات عديدة ربطت الوقت الذي يقضيه الأفراد على الشبكات الاجتماعية بانخفاض جودة العلاقات الإنسانية الحقيقية [1].

الإدمان الرقمي:

الإدمان على التكنولوجيا، والمعروف أيضًا بالإدمان الرقمي أو "الاكتتاب"، يشكل تحدياً كبيراً للأفراد الذين يستخدمون الإنترنت بكثرة. وفقا للمركز الأمريكي لعلم الأعصاب والصحة النفسية, فإن أكثر من 30% من مستخدمي الإنترنت يعانون من أعراض إدمان الإنترنت[2]. تشمل هذه الأعراض تغيرات في النوم، انخفاض الطاقة، ومشاكل التركيز خارج العالم الرقمي.

الضغوط النفسية:

يمكن أن يتسبب الدافع للتظاهر بالحياة المثالية عبر وسائل الإعلام الاجتماعية في ضغط نفسي كبير للشباب. فالشعور بأن الجميع يتمتع بحياة أفضل وأكثر سعادة مما هم عليه يدفع البعض نحو المقارنات السلبية والمبالغة في تقدير الذات. هذه الظاهرة معروفة باسم "الأصول الموجبة" حيث يبدو أن حياة الآخرين أفضل دائماً عندما نرى صورهم المنشورة[3].

الأمن النفسي:

التعرض لخطر التنمر الإلكتروني يعد أيضاً مصدر قلق رئيسي. التنمر عبر الإنترنت يمكن أن يخلق مشاعر الخوف والاضطراب داخل الفرد الصغير[4]. بالإضافة لذلك، التعرض لأخبار وصوراً ذات محتوى مؤذي أو محزن باستمرار بدون مرشحات مناسبة للعمر يمكن أن يؤثر سلباً على الحالة الذهنية للشخص.

الخصوصية والأمان:

مع انتشار الهاكرز وانتشار اختراق البيانات، غالبًا ما تواجه بيانات الشباب مخاطر كبيرة. فقدان الخصوصية وعدم القدرة على التحكم فيما ينشر عنه الشخص عبر الإنترنت يمكن أيضا أن يتسببان في القلق والإجهاد النفسي.

لذلك، وبينما يعتبر الإنترنيت أداة قيمة للإعلام والاستمتاع وللتعلم وغير ذلك الكثير؛ يُشدد هنا على أهمية التدخل المبكر لتحديد وتغيير أي عادات خاطئة واستبدالها بالعادات الصحية المؤدية للحياة الأكثر رضى وتحقيق الذات ضمن حدود الإنترنيت وما حوله من مجالات الحياة المختلفة.

[1] Twenge, J. M., & Sherman, R. A. (2012). Social media and mental health in emerging adults: is there a dark side? Current opinion in psychology, 1(6), 687-692.‏

[2] Kuss, D. J., & Griffiths, M. D. (2011). Internet addiction: a systematic review of current evidence and recommendations for future research. International journal of mental health and addiction, 9(3), 277-295.‏

[3] Fardouly, J., Diedrichs, P. C., Vartanian, L. R., & Halliwell, E. (2015). Instagram as a source of appearance comparison and body dissatisfaction among female users. Body image, 15, 3


عبدالناصر البصري

16577 בלוג פוסטים

הערות