آخر من توفي من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هو الصحابي الجليل أبو الطفيل، وهو عامر بن واثلة بن عبد الله بن عمرو الليثي الكناني الحجازي الشيعي. ولد أبو الطفيل بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن العلماء اختلفوا في موعد وفاته. ذكر بعضهم أنها كانت في سنة مئة للهجرة، بينما ذكر آخرون أنها كانت بعد مئة وعشر سنين للهجرة. ومع ذلك، أكد أبو الطفيل نفسه أنه آخر من عاش من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث قال: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وما على وجه الأرض رجل رآه غيري".
كان أبو الطفيل من رواة الحديث، حيث روى عن أبي بكر وعمر وعلي ومعاذ بن جبل. عرف بالصدق والعلم والشعر، وكان فارساً شهد مع علي حروبه وكان من شيعته. كما حارب قتلة الحسين. عاش أبو الطفيل دهراً طويلاً ومات في مكة.
تعريف الصحابي ورد في كتب السيرة عدّة تعريفات، فذكر ابن حجر أن الصحابي هو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمناً به ثم مات على ذلك، سواء طالت صحبته ومجالسته معه أم قصرت، غزا معه أم لم يغز، وروى عنه أم لم يروِ، وسواء رآه أم لم يره لإصابة بالعمى. يستثنى من ذلك من لقيه كافراً ثم أسلم بعد ذلك ولم يره مرة أخرى.
التقى أبو الطفيل بالنبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، حيث رآه وهو يحتضن المحجن ثم يقبله وهو يطوف بالبيت. روى أبو الطفيل شيئاً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكان آخر صحابي توفي قبل أبي الطفيل هو أنس بن مالك رضي الله عنهما، الذي توفي سنة ثلاث وتسعين للهجرة.
