التبرع بالأعضاء هو قضية حساسة تطرح الكثير من الأسئلة حول ضوابط الشرع الإسلامي والقوانين الطبية. ينقسم هذا الموضوع إلى عدة أقسام رئيسية تتعلق بحالات مختلفة للتبرع بالأعضاء وتحديد الحكم الديني لها.
حُكم التبرع بالعضو الحيوي للحياة
وفقاً للقواعد الإسلامية العامة، يعد التبرع بالعضو الحيو للحفاظ على حياة شخص آخر أمراً محظوراً بشكل عام بين فقهاء الدين الإسلامي. وذلك يعود إلى القاعدة التي تحظر إيذاء النفس وتحمي سلامتها كمسؤولية دينية واجتماعية. مثال توضيحي على ذلك يمكن رؤيته إذا كانت هناك حاجة لنقل قلب شخص حي لآخر يحتاج إليه لبقاء حياته. هنا، يُعتبر نقل القلب بمثابة قتل للنفس البشرية مما يخالف تعاليم الدين الإسلامي.
حُكم التبرع بالمخاطرة بالحياة (الأعضاء الثانوية)
في حالة الأعضاء الأخرى والتي ليست ذات أهمية مباشرة للحفاظ على الحياة كالكلية والشرايين وغيرها، فهناك اختلاف في الرأي بين الفقهاء ولكن الأكثر قبولا هو أنه ممكن شرعا بمجموعة من الشروط والإعتبارات. وهذه الاعتبارات تشمل تأكد وجود نفع كبير ومتوقع من عملية الزراعة, وملائمتها صحياً للمستلم, وعدم كونها سبباً في تحقيق ضرر جسدي كبير للمتبرع بها طالما أنها ستكون لصالح مجتمع الإنسانية برمتها وليس فقط لمصلحة فرد واحد . كما أكدت فتاوى كثيرة بأن المال ليس طرفا في المعادلة ولا يحق للمتبرع الحصول عليه مقابل دوره الخيري والنبيل.
التبرّع بالأعضاء بعد الموت
يمكن تقسيم هذه الحالة أيضا ضمن حالات مختلفة :
- إذا كان ذلك بالتراضي: إذا اتخذ القرار أثناء الحياة بطريقة مدروسة وبموافقة كاملة من صاحب الأمر قبل وفاته , فهي فتوى جائزة بشرط تطبيق جميع المقاييس الأخلاقية والدينية المناسبة وبإشراف الجهات الرسمية المسؤولة.
- إذا كان بدون موافقة سابقة: رغم اختلاف الآراء حول قبول بعض المدارس الفقهية لهذه الصورة, إلا أنه غالباً ما يرفض معظم العلماء الأفاضل هذه العملية بسبب الاحترام الواجب لعورات وأعضائ المتوفي واحتفظهم بكامل حقوقهم وإن كانوا رحلوا عن دنياهم بالفعل.
والجدير ذكره هنا انه حتى لو تم قبوله عمليا, فلابد ان تتم عملية جمع الاعضاء تحت اشراف قانوني وديني صارم لمنع أي استغلال محتمل او خرق لقيمه المجتمع الاسلامي الراسخة.
حُكم بيع الأعضاء
على الرغم من وجود طلب شديد للأجهزة والأجزاء الجسمية نظرا لكثرة المرضى الذين يتطلبون زراعات جديدة للأعضاء داخل جسم الانسان خارج ظروف الحرب والحوادث وغيرها, الا ان البيوع بهذا الخصوص تعتبرها كافة التفسيرات الدينية خطيئة كبيرة نتيجة طبيعة التدخل الخارجي الغير شرعي بجسد الإنسان وكسر النظام الطبي للجسد بالإضافة لانكار حق الاستخدام الاساسي للهدايا الربانية النعم الموجودة لدى كل مخلوق بشري بهذا العالم الرحيم الرحمة الرحمانية بكل تفاصيل خلقتها.
والنتيجة النهائية لكل تلك الاحكام هي توازن مثالي بين تنفيذ الوصايا القرآن الكريم والسنة المطهرة وبين رعاية الصحة العامة وصيانة الصحة الشخصية للعاملين بالموضوع وكذلك احترام خصوصيات الأشخاص المختلفين خاصة خلال عمليات جمع الأعضاء بعد وفاة أفراد الأسرة.