في سورة الزلزلة، يؤكد القرآن الكريم على أهمية الأعمال الصالحات حتى لو كانت صغيرة مثل وزن الذرة. يقول الله سبحانه وتعالى: "(فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ)". يشجع هذا البيان المسلم على بذل الجهد في فعل الخير، بغض النظر عن مدى صغر هذه الأعمال. بحسب التفسيرات المختلفة، يمكن اعتبار هذا الأمر تقديرًا لله لمجهود الفرد ولحرصه على الطاعة والاستقامة.
بعض المفسرين يقترحون أن هذه الآيات نزلت بسبب رجلين مختلفين للغاية. كان أحد الرجلين كريماً جداً حتى أنه قد يعطي تمراً أو قطعة خبز عندما يسأل شخص ما، رغم ضيق ذات اليد. أما الرجل الآخر فقد اعتبر الذنوب البسيطة غير مهمة مقارنة بكبيرة الخطايا، لكن الرسالة واضحة هنا: حتى أصغر أعمال الرحمة والخير لها قيمتها أمام الله.
السورة أيضاً تحتوي على مواضيع عظيمة تتعلق بيوم القيامة وأحداثه المرعبة. تصور السورة لحظات القلق قبل الرعد الأخير، ثم ظهور الأهوال عند انتهاء الدنيا. ولكن وسط تلك المشاهد المخيفة، تأتي رسالة الأمل بأن من قام بالأعمال الصالحة سوف ينعم بالجنة، بينما سيتلقى الذين ارتكبوا السوء جزاء أفعالهم.
بشكل عام، تشدد سور الزلزلة على طبيعة العدالة الإلهية وكيف تعامل كل عمل بشكل فردي - ليس فقط من حيث الكم ولكن أيضا النوع. إنها دعوة للعيش حياة تقوى وتجنب المعاصي، حتى وإن كانت تبدو بسيطة وغير ملحوظة. وبالتالي، فإن تركيز السورة على "مثقال ذرة" هو مجرد تذكير بأن جميع أعمال البر هي موضع اهتمام الله وحسن ظنه بنا جميعا.