التوبة هي باب مفتوح دائمًا أمام المسلم الراغب في تطهير قلبه وضمان مغفرة الله عز وجل. يشجع الإسلام المؤمن على التوبة المستمرة، إذ تعد التوبة الإخلاصية شرطًا أساسيًا لإزالة كل أنواع الذنوب بغض النظر عن حجمها. وفي هذا المقال، سنستعرض معًا الشروط الضرورية للتوبة النافعة وكيف يمكن للإنسان تحقيقها لتحقيق المغفرة الربانية.
على الرغم مما قد يعتقد البعض بأن التوبة ممكنة فقط لبعض الجرائم وليس لكل أشكال الذنوب، إلا أن العلم الشرعي يوحد الرأي بأن التوبة فريضة واجبة على كل مسلم تجاه جميع المعاصي الصغيرة والكبيرة alike. كما أكد الفقهاء مثل الإمام النووي رحمه الله بأن التأجيل غير مسموح به عندما يتعلق الأمر بممارسة هذه الفريضة الحيوية. فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم يقول:"(التوبة تجبُّ ما قبلها)"؛ وهذا يعني أنه بتحقيق ثوابت التوبة الكاملة، يتم مسامحة الشخص بكل خطاياه بلا استثناء برحمة الله سبحانه وتعالى.
لتكون التوبة نافعة، يلزم توفر عدة عوامل محددة:
- الإخلاص لله: ينبغي أن تتم التوبة بشكل صادق خالص الوجه نحو الخالق وحده، مع قطع العلاقات نهائيًا بالأفعال المحرمة واتجاه جديد باتجاه العبادات والاستقامة.
- الانقطاع النهائي عن الذنب: يجب عدم عودة الإنسان للخطيئة مرة أخرى بعد تركها حاليًا، وبالتالي فإن القرار يجب أن يكون قاطعًا بشأن الانقطاع التام والعزم القاطع على عدم العودة إليها مستقبلاً.
- شعور الندامة والخجل من الله: الشعور بالأسف لما حصل سابقًا من تفريط وتقصير يعد جانب مهم جدًا للتوبة الأصلية حيث إنه يدفع المرء لاستعادة طهر روحه ونقاء قلبه.
- التوبة قبيل موقف الاحتضار: وفق التعاليم الإسلامية، ليس مجال قبول التائب عند نقطة التقارب بين الحياة والموت أثناء حالة الغرق الأخير بالمؤشر الطبي للقرب من المنية والمعروف باسم 'مرحلة الغرغرة'. لذلك، تتطلب الأمور الجدية هنا ضرورة تبني الطريق الصحيح منذ البداية لمنع الوصول لهذه الحالة الحرجة.
- رد حقوق الآخرين إذا اقتضى الأمر ذلك: بالنسبة لأعمال ارتكبت ضد حقوق شخص آخر ولابد فيها رد ظلامته أولاً كتسديد ديون أو إصلاح الأضرار المتسببة بسبب تصرف مشين قام به المدين سابقا، فهذا النوع خاص ويختلف بناء على نوع الجريمة المرتكبة أصليا وكذلك الأشخاص المصابين بالإساءة منها بدوره بالإضافة للحلول المناسبة الممكن القيام بها قانونياً وعادياً حسب الظروف المختلفة لحالات مشابهة كهذه ومعرفة موازين العدالة الاجتماعية والقانونية الخاصة بذلك البلد محل اقامتهم مثلاً.. إلخ..
- العزم الجديد على عدم الرجوع( Ceterum censeo repentere non posse, nihil amplius esset**) : أخيرا وانطلاقا تماماً من الشعور بالعزم الثابت وعدم التفكير أبدا في تكرار أي سلوك مشبوه سيء خلال الفترة المقبلة لاحقا ، بل بل وحتى ضمن دائرة آفاق اعماله واسلوب حياته المستقبلية كذلك . فقد اتخذ قرار حاسماً عميق الجذر نفسي وفكري ولم يعد قابلا للغفران مطلقاً ابدا ابدا ابدا !!
ومن المكفِّرات الرئيسية للجرائم الصغيرة والتي تؤدي لمزيد من الأجر والثواب لدى تعمق الاستمرار باستمراريتها والأتقان بفعلها تشمل التالي:- اليوميات متضمنة : الأعمال الروحية كممارسات الصلوات المنتظمة ومن ثم الامتناعات حول نظام الاكل ايضا كالاحتفالات الموسمية كالحج والعمره وصوم رمضان وغيرهما الكثير .. وهكذا دواليك .....مثلا زيارتك الدائمة لمساجد بهدف الدعوة لدينه ونشر رسالة الاسلام دين الرحمة والحكمة وسط مجتمعكم الاحياء واخوانكم المسلمين عبر العالم اجمع !!!