يُعد حديث "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء" من الأحاديث النبوية الشريفة التي تؤكد على أهمية الوضوء في الإسلام. هذا الحديث رواه أبو داود في سننه، حيث يقول النبي ﷺ: "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم راح فوجد الناس قد صلوا أعطاه الله مثل أجر من صلاها وحضرها لا ينقص ذلك من أجرهم شيئاً".
في هذا الحديث، يؤكد النبي ﷺ على فضل الوضوء وأثره في مغفرة الذنوب. فمن توضأ للصلاة وأتم وضوءه، ثم ذهب إلى المسجد فوجد الناس قد صلوا، فإنه سيحصل على أجر من صلى معهم، دون أن ينقص ذلك من أجرهم شيئاً. هذا يدل على أن الوضوء ليس مجرد طهارة جسدية، بل هو طهارة روحية ونفسية أيضاً.
كما يشدد الحديث على أهمية إسباغ الوضوء، أي إتمامه وإبلاغه وتعميم الأعضاء. ففي حديث آخر رواه البخاري ومسلم، يقول النبي ﷺ: "إذا توضأت فأسبغ الوضوء، وخلل بين أصابعك". هذا يدل على أن تخليل الأصابع بين أصابع اليدين والرجلين هو جزء من إسباغ الوضوء.
بالإضافة إلى ذلك، هناك أحاديث أخرى تؤكد على فضل الصلاة في المساجد الأربعة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، ومسجد قباء. ففي حديث رواه أبو داود، يقول النبي ﷺ: "من صلى في المساجد الأربعة غفر له ذنبه". ومع ذلك، يجب التنويه إلى أن هذا الحديث ليس مرفوعاً إلى النبي ﷺ بشكل مباشر، ولكنه رواه عاصم بن سفيان الثقفي، وهو متكلم فيه.
ومع ذلك، فإن فضل الصلاة في هذه المساجد الأربعة ثابت في أحاديث أخرى صحيحة. ففي حديث رواه مسلم، يقول النبي ﷺ: "الصلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام". وفي حديث آخر رواه البخاري ومسلم، يقول النبي ﷺ: "الصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا الكعبة".
وفي الختام، فإن حديث "من توضأ للصلاة فأسبغ الوضوء" يؤكد على أهمية الوضوء في الإسلام وأثره في مغفرة الذنوب. كما يشدد على فضل الصلاة في المساجد الأربعة وأجرها العظيم.