في الإسلام، يُعتبر حب الجار من أهم القيم التي تُظهر الإيمان لدى الفرد. يقول رسولنا الكريم محمد ﷺ: "والذي نفسي بيده، لا يؤمن عبد حتى يحب لجارِه ما يحب لنفسه". من هنا، عظّم الإسلام حق الجار ودعا إلى الإحسان إليه وإكرامه، حيث يُعتبر الشخص الذي يُحسن إلى جاره من خيار الناس وأفضلهم عند الله تعالى.

حقوق الجار في الإسلام متعددة ومتنوعة، وهي من مظاهر محبة الجار. من هذه الحقوق:

1. إلقاء السلام على الجار.
2. زيارته عندما يمرض.
3. تعزيته في المصائب والمحن، ومساندته في العزاء.
4. تهنئته في الأفراح والمسرات، وإظهار السرور والبشر لأفراحه.
5. الصفح عن أخطائه وزلاته.
6. ستر ما يتكشف من عوراته.
7. الابتعاد عن جميع الأمور التي تُضايق الجار.
8. تقديم المساعدة عندما تحل به نائبة من نوائب الدهر.
9. ملاحظته وتفقد أحواله عندما يغيب.
10. عدم سماع الكلام الذي يُقال عنه.
11. غض البصر عن حرمته، وعدم إدامة النظر إلى خادمته.
12. التلطف في معاملة أبنائه، ونُصحهم لما فيه خير لأمر دينهم ودنياهم.
13. الصبر وتحمل أذى الجار، وهذا يُعدُّ من صفات الكرام، وأصحاب المروءة والهمم العالية.

وصاية الدين الإسلامي بالجار واضحة في السنة النبوية الشريفة، حيث أوصى النبي محمد ﷺ إلى ضرورة حب الجار ورعاية حقوقه، وصيانة عرضه، والمحافظة على شرفه، والعمل على ستر عوراته، وسد خلَّته. يقول ﷺ: "ما زال جبريل يوصيني بالجارِ، حتى ظننتُ أنَّهُ سيُورِّثُهُ".

سعادة المجتمع وترابط أبنائه وانتشار المحبة بينهم لا تكون إلا من خلال العناية بالجار وبحقوقه التي دعا إليها الشرع الإسلامي الحنيف.