في رحاب التاريخ الإسلامي، هناك العديد من الحكايات التي تبرز قدرة الأطفال على النطق والثبات على الحق، رغم كونهم حديثي الولادة. الحديث النبوي الشريف يسجل لنا قصص أربعة أفراد مختلفين تحدثوا في مرحلة الطفولة المبكرة. هذه التجارب ليست فقط شهادات فريدة ولكنها تجسد قوة الإيمان والصمود أمام الضغوط المختلفة.
أول هؤلاء الأفراد هو عيسى بن مريم، نبياً ومبشراً من عهد الكتاب المقدس والإسلام. وفقاً للنصوص القرآنية والسنة النبوية، أنه عندما وضعته مريم بعد ولادته مباشرة، تكلم عيسى لنفي الاتهامات الباطلة عنها وإظهار معجزاته الأولى. يقول الله تعالى عنه في سورة آل عمران الآية 45-46: "قال كيف أكلم من في المهد صبيا؟ قال أنا عبد الله آتاني الكتاب وجعلني نبيا".
القصة الثانية تتعلق بصاحب جرئ، شخص مجهول الهوية لكنه شهير بجرائمه الروحية والشخصية في التراث اليهودي والإسلامي. قصة دعائه أثناء الاعتكاف ورفض الأم المثيرة للشبهة أدت إلى حمل المرأة وتعريض ابنه للافتراء لاحقا. ومع ذلك، أثبت الطفل بريء أبيه بالتحدث عند استدعائه.
أما بالنسبة لمشاطرة بنت فرعون، فقد كانت حكاية مؤلمة مليئة بالأختبارات الجسدية والعقلية. حين اختبرها فرعون بشدة بإرسال أولاده واحداً تلو الآخر في غلاية دهنية، بقيت مشاطرة ثابتة في إيمانها. وفي اللحظة الحرجة الأخيرة قبل إرسال طفلها الخامس، أنطق الله الطفل ليؤكد ثباتها ويحافظ عليها وعلى أبنائها.
وأخيرا، يوجد اختلاف حول دور الشهود في قضية يوسف، خاصة فيما يتعلق بما إذا كانوا أطفالاً في حضاناتهم أم لا. يُذكر أن هذا الحدث لعب دورا أساسيا في تأكيد براءة يوسف عليه السلام بعد اتهامه زورا.
هذه القصص تحمل دلالات عميقة حول متانة العقيدة الإنسانية والقوة الداخلية للأطفال وكيف يمكن لهم جميعا أن يصبحوا علامات بارزة للتحديات الروحية والمعنوية. إنها تعكس أيضا أهمية الثبات والأمانة للقيم العليا تحت الضغط الهائل.