الحديث المُوضوع يشير إلى النوع من الأحاديث التي تنسب زوراً إلى الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. يُعتبر هذا النوع من الأحاديث غير صحيح ولا يمكن الأخذ بها لأن أساس يعتمد على الكذب. يتم التعرف على الحديث المُوضوع عادة من خلال تحليل كلاً من متن الحديث وسنده. إذا كان هناك راوي كاذب ضمن سلسلة الراويين (السند)، فإن الحديث يعد موضوعاً. بينما يستطيع المحققون ذوو الخبرة تحديد الصحة بناءً فقط على محتواه (المتن).
حكم نقل الحديث المُوضوع معقد بعض الشيء. بشكل عام، ليس جائزاً نقل هذه الأحاديث إلا عند رغبة في التحذير بشأن استخدامها أو توضيح وضعيتها. ومع ذلك، من الضروري التأكد دائماً من صحة نسبتها للرسول قبل إعادة نشرها لتجنب إسناد قول ليس له الأصل. كما حذر الرسول نفسه أولائك الذين يكذبون باسمه بالدخول إلى نار جهنم يوماً ما.
تتعدد الأسباب خلف انتشار الحديث المُوضوع. قد يرغب البعض في تقريب نفسهم لسلاطين وزعماء عبر دعم سياساتهم بربطها بالنصوص الدينية. قد تستخدم الطوائف الصوفية الأمثلة الزائفة لتعزيز وجهات النظر الخاصة بهم. وفي بعض الحالات، ربما يبحث الوسطاء عن الربح المادي عبر ابتكار قصص تحمل ثقل الشرعية الدينية ولكن ليست كذلك بالفعل. إضافة لذلك، وقعت حالات عديدة حيث تم الاستخدام العاطفي للأحاديث المزيفة لتحقيق نوايا سياسية ودينية مختلفة بما فيها تشويه صورة الإسلام نفسه.
يتضمن الحديث المُتصنع العديد من المؤشرات الواضحة والتي تستحق الفحص والتحقيق. إن مخالفته للأصول الأخرى المعروفة بالسنة والنص القرآني تعتبر مؤشرا رئيسياً. بالإضافة لذلك، يأتي سخافة النص وكُونه مثار للسخرية غالبًا نتيجة محاولة خلق رويات جديدة وغير منطقية تاريخيا ودينيًا. وعلى الرغم من أهميته، فقد يحدث أحيانًا وضع أحاديث بدون نية خبيثة؛ مثال مموه هو عندما يُضاف كلام الصحابة على النبي صلى الله عليه وسلم عفوًا، وهو أمر خطير يحتاج لإعادة تدقيق دقيقة بواسطة علماء الدين ذوي القدرة الأكاديمية اللازمة.
هذه العناصر مجتمعة تجعل فهم وإدارة وتعامل المجتمع المسلم مع الأدلة المرتبطة بالإسلام أكثر أهمية للحفاظ على نقاوة وحقيقة رسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.