- صاحب المنشور: حسان الدين الزوبيري
ملخص النقاش:في السنوات الأخيرة، أعادت الثورة التكنولوجية بتأثيرها الفريد تعريف طبيعة الأعمال والوظائف. يتصدر الذكاء الاصطناعي (AI) قائمة هذه التقنيات التحويلية التي أثرت بشكل عميق على سوق العمل العالمي. من جهة، يقدم AI فرصًا جديدة للإنتاجية والإبداع، مما يعزز الكفاءة ويخلق وظائف متخصصة تحتاج إلى فهم تكنولوجي متعمق. ومن ناحية أخرى، هناك مخاوف بشأن فقدان الوظائف بسبب الاستبدال الآلي للمهام المتكررة.
على سبيل المثال، يمكن للأنظمة القائمة على التعلم العميق مثل ChatGenerative2 الآن توفير خدمات دعم العملاء والتواصل بطريقة أكثر فعالية وكفاءة من البشر في بعض الحالات. هذا ليس فقط لأنه يعمل بلا انقطاع ولكن أيضًا لأن قدرته على معالجة كم هائل من البيانات تسمح له بإعطاء ردود دقيقة ومفصلة بسرعة كبيرة. لكن بينما يستطيع AI أداء العديد من المهام بكفاءة عالية، فإن القدرة الإنسانية على الإبداع والحكم الأخلاقي تبدو حتى الآن مستعصية عليه.
إحدى أكبر المخاطر المرتبطة بالذكاء الاصطناعي هي احتمال زيادة البطالة بين الأيدي العاملة ذات المهارات الأساسية. قد يشمل ذلك موظفين في الصناعات التي تعتمد بشدة على الروتين اليومي أو تلك التي تتطلب مهارات ضيقة نوعياً. ومع ذلك، تشير دراسات عديدة إلى أنه مقابل كل ١٠٠ وظيفة يتم استبدالها بواسطة تقنية الذكاء الاصطناعي، يتم إنشاء حوالي ٢٠٠ فرصة عمل جديدة مرتبطة بتشغيل وصيانة وتحديث الأدوات المستندة الى AI وكذلك البحث والتطوير لهذه التقنية نفسها.
بالإضافة لذلك، يوفر الذكاء الاصطناعي فرصاً للتدريب وإعادة التدريب للأفراد الذين ربما وجدت مهاراتهم غير مناسبة لسوق العمل الحالي. بدلاً من المنافسة ضد الآلات، يمكن للبشر التركيز على مجالات حيث تتمتع أفضلية بشرية فريدة مثل الابتكار والإدارة والاستراتيجية والتفاعل الاجتماعي - جوانب نادراً ما تستطيع الآلات تكرارها بنفس درجة الدقة والكفاءة البشريين.
وفي الوقت نفسه، تقدم سياسات الحكومات الوطنية والمؤسسات الدولية خطوط توجيه حول كيفية تحقيق فوائد الذكاء الاصطناعي مع تخفيف آثار الانكماش الاقتصادي المحتملة. وقد شجعت بعض البلدان الشركات على زيادة الاستثمار في التعليم والمهارات لتجهيز القوى العاملة لمستقبل يقوده الذكاء الاصطناعي. كما تم اقتراح قوانين لحماية حقوق العمال أثناء تحول السوق نحو الاعتماد الأكبر علي الآليات الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.
وبالتالي، ينصب تركيز نقاشنا هنا حول التأثيرات واسعة الانتشار للذكاء الاصطناعي سواء كانت ايجابيّة أم سلبيّة فيما يتعلق بساحة العمل وما إذا كان هذا الاتجاه قابل للاستمرار بدون تدخل سياسي واجتماعي مناسب لضمان مستقبل عادل وعادل للعاملين عبر جميع القطاعات والصناعات المختلفة.