إن حكمة الله في الابتلاء هي من أعظم الأسرار التي تكشف عن رحمته ورحمته بعباده. فالابتلاء ليس عقوبة، بل هو اختبار ورحمة من الله عز وجل. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ" (البقرة: 155).
تتجلى حكمة الابتلاء في عدة جوانب:
- تحقيق العبودية لله: قد يكون الشخص عبداً لنفسه وهواه، وعندما يُصيبه البلاء ينكص على عقبيه خسر في الحياة الدنيا والآخرة وهو الخُسران المبين.
- إعداد المؤمن للتمكين في الأرض: التمكين هو درجة الأنبياء ويكون بعد المحنة والمشقة، فإذا صبر مكّن.
- كفارة لذنوب العبد: البلاء كفارة لذنوب العبد، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من عبد ابتلي ببلية فما فوقها أو دونها إلا بذنب والله أكرم وأعظم عفوا من أن يسأله عن ذلك الذنب يوم القيامة".
- علو الدرجات وحصول الأجر: البلاء سبب في علو درجات المؤمن وحصوله على الأجر العظيم، كما قال تعالى: "وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا" (العنكبوت: 69).
- فرصة للتفكير في عيوب النفس: البلاء فرصة للتفكير في عيوب النفس وما اقترف من أخطاء ماضية، مما يدفع إلى التوبة والاستغفار.
- البلاء درس في التوكل والإيمان والتوحيد: البلاء درس في التوكل على الله والإيمان به، وفي توحيده وحده دون شريك.
- جعل النفوس أقرب إلى الله: البلاء يجعل النفوس أقرب إلى الله ويخرج العجب من داخلها، مما يقوي الإيمان ويقرب العبد من ربه.
- إظهار معادن الناس وحقائقهم: البلاء يظهر معادن الناس وحقائقهم، فيعرف الناس في المحن.
- إعداد الرجال وتربيتهم: البلاء سبب في إعداد الرجال وتربيتهم، كما أعد الله النبي محمد صلى الله عليه وسلم بالشدائد والمحن في صغره ليتحمل مسؤولية المهمة العظيمة.
- التذكير بالذنوب والتوبة: البلاء تذكير بالذنوب من أجل التوبة عنها، فهي فرصة للرجوع إلى الله قبل يوم الحساب.
- كشف حقيقة الدنيا: البلاء يكشف حقيقة الدنيا وأنها مجرد متاع الغرور، وأن الحياة الكاملة هي التي بعد الحياة الدنيا.
12.