ابن أبي حاتم، الإمام عبد الرحمن بن محمد بن إدريس بن المنذر الرازي، هو أحد أبرز علماء الحديث والتفسير في التاريخ الإسلامي. ولد في الريّ عام 240 هـ، ونشأ في بيئة علمية غنية بفضل والده الذي كان له دور كبير في تعليمه وتوجيهه نحو طلب العلم.
رحل ابن أبي حاتم في طلب العلم إلى العديد من البلدان، بما في ذلك مكة ومصر والشام، حيث التقى بشيوخ كبار مثل أبي زرعة الرازي ومسلم بن الحجاج صاحب الصحيح. كما كان له دور بارز في تدريس العلم، حيث تتلمذ على يديه العديد من العلماء البارزين.
من أهم مصنفات ابن أبي حاتم كتاب "الجرح والتعديل"، الذي يعد مرجعاً أساسياً في علم الرجال، بالإضافة إلى كتابه "التفسير"، الذي يعتبر من التفاسير المشهورة والموثوقة. يتميز تفسيره بالاعتماد على السنة النبوية وأحاديث الصحابة والتابعين، مع حرصه على نقل الروايات بأسانيدها.
كان لتفسير ابن أبي حاتم تأثير كبير على المفسرين الذين جاءوا بعده، حيث اعتمد عليه ابن كثير ونقل عنه كثيراً. كما أشار إليه الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى، بينما لخصه الإمام السيوطي في تفسيره "الدر المنثور".
توفي ابن أبي حاتم عام 327 هـ في الريّ عن عمر يناهز 87 عاماً، تاركاً وراءه إرثاً علمياً غنياً أثّر في مجالات الحديث والتفسير والفقه.