أويس بن عامر القرني، أحد أبرز التابعين وأكثرهم شهرة، وهو من أهل اليمن، من قبيلة مراد، ثم من قرن. يُعتبر أويس من العلماء الربانيين الذين عرفوا بالزهد والتقوى. روى عنه العديد من الصحابة والتابعين، وكان له مكانة خاصة عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
يُذكر في الحديث الشريف الذي رواه مسلم في صحيحه، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يسأل عن أويس بن عامر كلما أتى عليه أمداد أهل اليمن. عندما وجده، سأله عن حالته وعن والده، ثم أخبره بما سمعه من رسول الله ﷺ: "يأتي عليكم أويس بن عامر مع أمداد أهل اليمن، من مراد ثم من قرن كان به برص فبرأ منه إلا موضع درهم، له والدة هو بها بر، لو أقسم على الله لأبره، فإن استطعت أن يستغفر لك فافعل".
كان أويس بن عامر معروفًا بتقواه وزهدِه، حتى أنه كان يلبس بردة واحدة فقط. عندما سأل عمر بن الخطاب أويس عن وجهته، أجاب أنه يريد الكوفة، لكنه فضل أن يكون في غبراء الناس. وفي العام التالي، حج رجل من أشراف الكوفة ووجد أويس في حالة بسيطة، فأخبر عمر بما سمعه من رسول الله ﷺ عن أويس.
تُظهر هذه الروايات مكانة أويس بن عامر بين التابعين، وتُبرز فضله وتقواه. وقد كان أويس معروفًا أيضًا بقدرته على الاستغفار، حيث طلب منه عمر بن الخطاب أن يستغفر له، فاستجاب له أويس.
بهذا نرى أن أويس بن عامر القرني كان عالمًا وتابعيًا جليلاً، يتميز بالزهد والتقوى والفضيلة، ويحظى بمكانة خاصة عند الصحابة والتابعين.