في الإسلام، يُعتبر الصيد من الأفعال المشروعة والمباحة، بشرط أن يتم وفق شروط محددة. يُعرّف الصيد شرعاً بأنه اقتناص حيوان حلال متوحش طبعاً، غير مملوك لأحد ولا مقدور عليه. وقد أذن الله تعالى في القرآن الكريم بصيد الحيوانات، حيث يقول سبحانه: "أُحِلَّتْ لَكُمْ بَهِيمَةُ الْأَنْعَامِ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ غَيْرَ مُحِلِّي الصَّيْدِ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ" (المائدة: 1).
يشترط في الصائد عدة أمور ليكون الصيد صحيحاً شرعاً:
- أن يكون عاقلاً مميزاً، وهو شرط جمهور الفقهاء من الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة، وفي قولٍ عند الشافعيّة أيضاً.
- أن يكون حلالاً، أي غير محرم بحج أو عمرة، فلو كان محرماً لما جاز أكل ما يصطاده، بل يعد ميتة.
- أن يسمي الله تعالى عند الإرسال أو الرمي، وهذا شرط جمهور الفقهاء.
- أن ينوي صيد ما يباح صيده عند الرمي أو الإرسال، أما إن رمى بنية إصابة آدمي أو حيوان مستأنس أو حجر فأصاب صيداً لم يحل.
- أن يكون الصائد من أهل الذكاة، أي مسلماً أو كتابياً.
كما يشترط في المصيد عدة أمور ليكون الصيد صحيحاً شرعاً:
- أن يكون حيواناً مما لا يقدر المسلم على تذكيته.
- ألّا يشارك كلب الصيد غيره من الكلاب بالإمساك بالصيد.
- ألّا يأكل كلب الصيد من المصيد شيئاً.
- إذا انفصل عضو من أعضاء المصيد عند الصيد لم يجز أكل ذلك العضو.
- إذا وقع المصيد في الماء فمات بذلك لم يجز أكله.
- إذا غاب الصيد عن صائده فترة ثم وجده وفيه أثر السهم دون أثر آخر معه جاز له أن يأكله إذا لم يكن قد مضى عليه أكثر من ثلاثة ليالٍ.
ومن الأحكام الأخرى المتعلقة بالصيد في الإسلام:
* يحرم صيد الطيور في الليل، لحديث أبي هريرة ﵁ قال: "نهى رسول الله ﷺ عن صيد البر في الليل" (رواه مسلم).
* يحرم صيد الحرم للمحرم وغيره بإجماع العلماء، وكذلك يحرم صيد البر أو الإعانة على صيده بدلالة أو إشارة أو غير ذلك أثناء الإحرام.
* يحرم صيد الحيوانات المباحة للعب واللهو، لكونه عبثاً، وقد نهى النبي ﷺ عن جعل البهائم غرضاً للرمي.
بهذا نرى أن أحكام الصيد في الإسلام دقيقة ومحددة، تهدف إلى تنظيم هذا الفعل وتحديد شروطه لضمان سلامة الممارسة وشرعيتها.