الفتنة الكبرى، والتي عُرفت أيضًا بالمعركة التي وقعت بين المسلمين بعد وفاة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، هي حدث تاريخي مهم ومفصل في التاريخ الإسلامي. هذه الأزمة، التي بدأت كرد فعل على عدم الوضوح حول خلافة الرسول وتوزيع السلطة الروحية والدنيوية اللاحقة، كانت نتيجة مباشرة للنزاعات السياسية والدينية.
أحد أهم أسباب الفتنة الكبرى كان الخلاف حول الخلافة نفسها. عندما توفي النبي محمد، لم يكن هناك تعيين واضح لخلف له. هذا الغياب للتوجيه النبوي خلق فراغا سياسيا وروحانيا كبيرا. بعض القادة مثل علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان رفضوا الاعتراف بخلافة أبو بكر الصديق لأنهم اعتقدوا أنها حق لهم بناءً على قربهم من النبي أو ادعاءات أخرى.
بالإضافة إلى ذلك، لعبت العوامل الاجتماعية والثقافية دورًا رئيسيًا. العديد من المجتمعات المحلية شعرت بأن حقوقها قد تعرضت للإهمال تحت حكم الخليفة الأول. بالإضافة إلى ذلك، أدى توسع الدولة الإسلامية بسرعة إلى ظهور حركات استقلال محلية تنازع على الحكم المركزي.
كما ساهمت القضايا الدينية أيضاً بشكل كبير. الاختلافات الدينية داخل المجتمع المسلم - بما في ذلك الجدل حول كيفية تطبيق الشريعة وكيف ينبغي فهم النصوص الدينية - زادت من الانقسامات والصراع السياسي.
هذه الظروف مجتمعة خلقت بيئة غنية بالإمكانيات للتوترات وانعدام الثقة، مما أدى في النهاية إلى نشوب الحرب الداخلية المعروفة باسم "الفتنة الكبرى". إنها قصة معقدة ومتشابكة تكشف عن الطبيعة الإنسانية للمجتمع البشري حتى في ظل الحالات الأكثر تطورا دينياً وسلطة مركزية قوية.