الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
تعد صلاة الجنازة على الطفل من الأحكام المهمة في الشريعة الإسلامية، حيث وردت نصوص كثيرة في فضلها وأحكامها. وفقًا للفقهاء، فإن صلاة الجنازة على الطفل واجبة في قول الجماهير، وحكي إجماعًا على ذلك. وقد ورد في الحديث الشريف: "من اتبع جنازة مسلم، إيمانًا واحتسابًا، وكان معه حتى يصلى عليها، ويفرغ من دفنها، فإنه يرجع من الأجر بقيراطين، كل قيراط مثل أحد" (البخاري ومسلم).
تتكون صلاة الجنازة من أركان عدة، منها النية والقيام للقادر وأربع تكبيرات بما فيها تكبيرة الإحرام. كما يجب قراءة الفاتحة أو بدلها عند العجز عنها، والصلاة على النبي ﷺ بعد التكبيرة الثانية. ومن الأركان المهمة أيضًا تخصيص الميت بالدعاء، ولا يكفي الدعاء للمؤمنين والمؤمنات. وفي حالة الطفل، يكفي الدعاء لوالديه، كما ورد في حديث المغيرة بن شعبة ﵁ قال: "السقط يصلى عليه، ويدعى لوالديه بالمغفرة والرحمة".
أما بالنسبة لأحكام الصلاة على الطفل نفسه، فقد اختلف الفقهاء في ذلك. ففي حالة الطفل الذي استهل صارخًا، فإن الصلاة عليه واجبة باتفاق العلماء. أما إذا لم يستهل صارخًا، فإن الأحناف والمالكية لا يقولون بوجوب الصلاة عليه، بينما يرى أحمد بن حنبل أن الصلاة عليه واجبة بناءً على حديث رواه أحمد وأبو داود والترمذي.
وفي الختام، تجدر الإشارة إلى أن صلاة الجنازة على الطفل هي تكريم له كإنسان ودعاء له بالرحمة ورفع الدرجات. وهي فرض كفاية إذا قام بها البعض سقط الطلب عن الباقين. نسأل الله أن يرحم موتانا وموتى المسلمين جميعًا.