ابن القيم الجوزية، أحد أبرز العلماء في تاريخ الإسلام، ترك لنا تراثًا غنيًا من المؤلفات في مختلف المجالات، بما في ذلك الأخلاق. وفيما يلي أبرز كتبه التي تناولت موضوع الأخلاق:
- عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين: يركز هذا الكتاب على خلق الصبر، حيث يعرّف الصبر ويقسمه، ويستعرض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية المتعلقة به، بالإضافة إلى أقوال الصحابة والتابعين. كما يربط ابن القيم الصبر بالواقع اليومي، موضحًا أهمية الصبر في الحياة الدنيا كمرحلة انتقالية نحو دار الخلد.
- مدارج السالكين بين إياك نعبد وإياك نستعين: يعتبر هذا الكتاب من أفضل أعمال ابن القيم في مجال الأخلاق. يتناول تهذيب النفوس والتخلّق بأخلاق الصالحين المتقين. يؤكد ابن القيم على أن الكمال لا يمكن تحقيقه إلا بالعلم النافع الذي يتبعه العمل الصالح، وهو ما يرفع من شأن الفرد وسمو روحه وصفاء نفسه من الصغائر.
ابن القيم الجوزية، محمد بن أبي بكر الزّرعي، هو عالم بارز عاش في القرن الثامن الهجري. اشتهر بكونه تلميذًا لشيخ الإسلام ابن تيمية، وشارك معه في العديد من المناظرات العلمية التي أدت إلى سجنهما. يُعرف ابن القيم بابن قيم الجوزية نسبة إلى والده الذي كان يعمل قيّمًا في مدرسة الجوزية في دمشق.
الأخلاق في الإسلام هي مجموعة من المبادئ والقواعد السلوكية التي حددها الله -تعالى- لتنظيم حياة الإنسان على الأرض. هدفها تحقيق غاية الله من خلق البشر، وهي نظام يضمن طريقة التعامل مع الله ومع النفس والمجتمع. الأخلاق ليست هدفًا إسلاميًا فحسب، بل هي هدف سماوي مشترك بين جميع الرسالات السابقة. جاء الإسلام ليكمل مكارم الأخلاق ويسعى لتصحيحها وتقويمها، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "إنما بُعِثت لأتمِّمَ مكارمَ الأخلاقِ". الدين الإسلامي يقوم على أساس حسن الخلق.