كان الصحابة رضوان الله عليهم يحرصون على استقبال عيد الأضحى بروح من الفرح والسرور، مستمدين ذلك من تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم. كان يوم العيد يومًا مميزًا في حياتهم، حيث كانوا يحرصون على أداء صلاة العيد في مصلى خارج المدينة، كما ورد في الحديث عن البراء بن عازب رضي الله عنه: "كان أصحاب رسول الله ﷺ إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبل منا ومنك)".
كان الصحابة يبدأون يوم العيد بالتهنئة والتبريك، حيث كانوا يقولون لبعضهم البعض "تقبل الله منا ومنكم"، كما ورد في حديث أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه. وكانوا يحرصون على التكبير في أيام العيدين، كما ورد في القرآن الكريم: "ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون" (البقرة: 185). وكان التكبير في عيد الفطر من وقت الخروج إلى الصلاة إلى ابتداء الخطبة، بينما كان التكبير في عيد الأضحى من صبح يوم عرفة إلى عصر آخر أيام منى.
بعد أداء صلاة العيد، كان الصحابة يخطب النبي محمد صلى الله عليه وسلم خطبة قصيرة، يذكر فيها أهمية العيد وأحكام الذبح فيه. كما ورد في الحديث عن البراء بن عازب رضي الله عنه: "خطبنا النبي ﷺ يوم الأضحى بعد الصلاة فقال: 'من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن نسك قبل الصلاة فلا نسك له'".
كان الصحابة يحرصون أيضًا على الذبح في يوم العيد، حيث كانوا يذبحون الأضاحي بعد أداء الصلاة. كما ورد في الحديث عن أبي بردة بن نيار رضي الله عنه: "قال: يا رسول الله إني نسكت شاتي قبل الصلاة، وعرفت أن اليوم يوم أكل وشرب، وأحببت أن تكون شاتي أول ما يذبح في بيتي، فذبحت شاتي وتغديت قبل أن آتي إلى الصلاة".
بالإضافة إلى ذلك، كان الصحابة يحرصون على التصدق باللحم والهدايا في يوم العيد، كما ورد في الحديث عن البراء بن عازب رضي الله عنه: "فما رأيت يومًا قط أكثر خَدَمَةً مقطوعةً، وقلادة وقرطًا من ذلك اليوم".
بهذا الشكل، كان الصحابة يستقبلون عيد الأضحى بروح من الفرح والامتنان، مستمدين تعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم في أداء العبادات والتهنئة والتبريك.