يشغل شهر رجب مكانة خاصة ضمن التقويم الهجري باعتباره واحداً من الأشهر الحرم. بينما يؤكد الدين الإسلامي على أهمية الزهد والتقرّب لله عز وجل خلال هذه الفترة، إلا أن الأمر ليس بتلك البساطة عندما يتعلق بالسلوك المتعلق بصيام شهر رجب تحديدا. وفقا لما ذكرته العديد من الروايات والفقه الإسلامي، إليك الأحكام المرتبطة بصيام شهر رجب:
: الصوم المعتاد : إذا كنت تقوم بالفعل بتطبيق صيام منتظم كالصوم يوم إثنين وثلاثاء كل اسبوع، أو اختيارك لصيام يوم وإفطار آخر بدون التركيز بشكل خاص على شهر رجب، فلا يوجد مانع شرعي هنا. هذا النوع من الصيام يعتبر عمل طيب ومستحسن.
: الصوم الفردي المُحدّد لشهر رجب : ومع ذلك، إذا قررت صيام جميع ايام شهر رجب بنفس القدر، فقد يكون هذا التصرف غير مناسب دينيا. قد يشكل مثل هذا النهج تبعا لتفسير البعض نوعا من "تقليد الجاهلية" والذي يمكن اعتبار خطأ حسب التعاليم الاسلامية.
: الصوم المحدود لأوقات معينة في شهر رجب : اذا قمت بممارسة الصوم في اول يوم من شهر رجب، او اليوم الوسطاني للشهر، او حتى الثامن والعشرون منه، فاعلم ان لهذه الاحتفالات الواقعة خارج السياق التاريخي للإسلام ولا اساس لها في التشريع الديني. ويعتبر البعض منها اعمال محظورة وغير مقبول أدائها.
: الصوم الاختياري غير المنتظم : أما بالنسبة للأيام الأخرى التي تقضيها في الصيام ولكن ليست جزءا من روتين ثابت مرتبط بشهر معين، فهي تعتبر صحية ومتوافقة تماما مع التعليمات الدينية الإسلامية.
في حين أن القرآن الكريم والسنة النبوية يحملان تقديرا واضحا للأشهر الحرم، بما فيها رجب، إلا أنه ليس هنالك دليل مباشر يدعم الفضل الخاص لصيام شهر رجب بذاته. رغم وجود حديث نبوي واحد يفيد بأن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يسعى لصيام الكثير من أيام شهر شعبان بسبب قرب انتهاء السنة الميلادية وقبل بداية شهر رمضان المبارك مباشرة، الا انه لم يتم توجيه أي نور خاص نحو فضائل صيام شهر رجب نفسه داخل الحديث الشريف. وبالتالي، فالحديث الأخير حول صيام شهر رجب يعد أحد الأمثلة على الأحاديث المكذوبة والتي تم نسجها لاحقا للتشبث بفكرة الفضيلة الخاصة بزمان محدد دون دعم دقيق من المرجعيات الدينية الرئيسية.
