في رحاب الإسلام، يكرم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم دور المعلمين بشكل خاص، وخصوصاً أولئك الذين يسعون لتوضيح وتبليغ كتاب الله العزيز. هنا بعض الأدلة من الحديث النبوي الشريف تؤكد على مكانة معلم القرآن الكريم:
- قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (رواه البخاري). هذا الحديث يؤكد على أن خير المسلمين هم الذين يتعلمون القرآن ويعلمونه للآخرين.
- أيضاً, يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فضل العالم على العابد مثل فضلي على أدناكم. إن الله وملائكته وأهل السماء والأرض، حتى النملة في جحرها والحوت في البحر يستغفرون للمعلم". وهذا يدل على مدى الاحترام والتقدير الكبير الذي يحظى به المعلم بين جميع الخلق.
- وفي حديث آخر, يقول النبي صلى الله عليه وسلم: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له طريقًا إلى الجنة... وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسون به إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة..." هذه الآيات تشجع على تبادل ونشر المعرفة الدينية وتعظيم المكان الذي يتم فيه ذلك.
- ويؤكد النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا على أهمية المعرفة قائلاً: "إن الملائكة لتضع أجنحتها تطاولًا لمن يطلب العلم رضًا بما طلب"، مما يعكس تقديس الفضيلة التعليمية.
- ويضيف النبي صلى الله عليه وسلم سبباً آخر لإجلال المعلمين بالقول: "وكذلك العلماء يرثون الأنبياء، فإن الأنبياء لم يورثوا دينارًا ولا درهمًا، ولكنهم ورثوا العلم...". هذا يشير إلى أن المعلمين هم الوراثة الطبيعية للأنبياء، وأن دورهم حيوي لنقل وصيانة تعاليم الدين.
- ومع ذلك، فإن التفاني في العمل الجاد ليس فقط محدودًا بالحياة الدنيا حسب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له". وهنا تميز دور المعلّم لأنه يعمل لأجيال مستقبلية عبر نشر العلم والدروس المستمرة التي يمكن الاستفادة منها بعد رحيله.
- علاوةً على ذلك، يؤكد النبي صلى الله عليه وسلم على الثواب المتزايد للمعلّمين عندما قال: "ومن علم علمًا فلله أجر من عمل به لا ينقص من أجره شيئا". وهذا يعني أنه بمجرد نقل المعرفة، تستمر المكافآت الإلهية بغض النظر عن عدد الأشخاص الذين يستفيدون منها لاحقًا.
- أخيراً، يوضح النبي صلى الله عليه وسلم الفرق بين الحياة المنجسة والحياة المقدسة عند قوله: "الدُّنيا ملعونة ملعون ما فيها إلا ذكر الله أو ما أنشأ منه أو عالم أو متعلم." وذلك لأن التعلم يبقى رمز الخلود والثبات مقابل زائلات الحياة الأخرى.
بهذا تتضح الصورة الواضحة لجودة وشأن المعلّم داخل المجتمع المسلم وكيف يعتبر أحد الأعمدة الرئيسية للحفاظ على تراث الدين الإسلامي الحيوي والمبدئي.