في عمق كتاب الله العزيز تكمن أسرار عظيمة، ومن هذه الأسرار سورة "يس"، التي تعد واحدة من سور القرآن الكريم ذات الفضائل الجليلة والمزايا الرفيعة. إنها سورة مكية نزلت قبل هجرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وتضم بين طياتها ثلاث وثمانين آيةً تحمل رسالة واضحة حول توحيد الربوبية والألوهية، وبشرى بالموعظة الحسنة للناس كافة.
ومن أهم فضائل سورة يس أنها حملت وعدًا بالنصر والعزة لمن قرأها بطاعة لله عز وجل. فقد ورد حديث صحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول فيه: "مَنْ قَرَأ يٰٓـس في لَيۡلِہٗ إبتغا́ءًا وَجهِ ٱللَّهِ غُفِر له". هذا الوعد الغامر بالعفو والمغفرة هو خير شاهد على بركة هذه السورة وعظمتها.
كما أكدت العديد من الروايات التاريخية أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم كان يعلم صحابته قراءة سورة يس على الموتى طلبًا لانكسار الخطايا وانتقال روح الفقيد إلى دار الخلود بسلاسة وهدوء تحت ظلال الرحمن الرحيم.
إضافة لذلك، ذهب المفسرون إلى أنه عندما تقرأ سورة يس على شخص متردد أو مضطرب، فإنها تعمل كمفتاح للسداد والراحة النفسية والمعنوية، وذلك موافق لما رواه الشيخ ابن كثير رحمه الله: "إنها إذا قرئت على عصب أو كلب تخففه الله سبحانه وتعالى". وهذه خاصية فريدة لهذه السورة المباركة تشهد على قدراتها الخاصة في حل المشاكل والتخفيف من المعاناة.
تتناول سورة يس أيضًا قصة عدة أمم عبر التاريخ والتي واجهت تحديات مشابهة لموقف الدعوة الإسلامية الأولى، مما يجعلها مصدر إلهام هام لنا اليوم كي نحافظ على استقامتنا وصمودنا في طريق الحق مهما كانت العقبات كبيرة. وفي الوقت نفسه، تحذرنا من مغبة اتباع الخطوات الشريرة للشيطان وكيف أدت تلك المسالك الضيقة إلى خزي الدنيا وخسران الآخرة للأجيال السابقة.
الخاتمة: إن دراستنا لسورة يس تعزز فهمنا لأهميتها ومعانيها الواسعة التي تمتد لتشمل كل جوانب الحياة الإنسانية. دعونا نتأسى بالإيمان والثبات مثل سيدنا إدريس حين اختاره الرب لحماية دعوته وحفاظاً لدينه وصلابه غير قابله للتزعزع امام تكالب الظالمين. كذلك تدعونا السوره لاستخلاص العبره والدروسه من تاريخ البشريه القديمه والتاريخ الحديث ،والاعتبار بان القدرهالخالقه للغايه لبراهين ديانات واحدانيه اله وشهاده باقدرته علي خلق الكائنات والحياة كما نعيش فيها . أخيرا وليس اخرا لها دور كبير فى تيسيير حركة التنقل بين البلدان واختصار مسافات الأرض باستخدام وسائل مختلفة مثل الطيران والبحر والارض . وكل ذلك مؤكد لعظمة رب العالمين وخلقاته الانسانية .
