الأنانية وحب الذات من الصفات التي نهى عنها الإسلام، حيث أكد على أهمية التوازن بين حب النفس وحب الآخرين. في الإسلام، يُعتبر حب الذات المفرط نوعًا من الشرك، حيث يجعل الفرد يجعل نفسه محور الكون، مما يؤدي إلى إهمال حقوق الآخرين والالتزامات الدينية.
يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ" (الحشر: 19). هذه الآية تسلط الضوء على خطورة نسيان الله، والتي قد تؤدي إلى نسيان النفس والانغماس في الأنانية.
كما حذر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من حب الذات المفرط، حيث روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (رواه البخاري ومسلم). هذا الحديث يوضح أن الإيمان الحقيقي يتطلب حب الآخرين كما نحب أنفسنا.
في الإسلام، يُعتبر حب الذات المفرط أيضًا سببًا رئيسيًا للظلم والعدوان. يقول الله تعالى: "وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ" (هود: 85). هذه الآية تحذر من الظلم والعدوان، اللذين قد ينشأان من حب الذات المفرط.
لذلك، يجب على المسلم أن يسعى لتحقيق التوازن بين حب النفس وحب الآخرين، وأن يتجنب الأنانية المفرطة التي قد تؤدي إلى الشرك والظلم. بدلاً من ذلك، يجب أن يسعى لتحقيق الخير للآخرين كما يسعى لتحقيق الخير لنفسه، وأن يجعل الله تعالى محور حياته.