تُرفع الأعمال إلى الله تعالى في أربعة مراحل رئيسية، وفقًا لما ورد في الحديث الشريف. أولاً، تُرفع أعمال كل يوم في آخره، حيث تُرفع أعمال الليل في أول النهار، وأعمال النهار في أول الليل. وهذا ما يُعرف بالرفع الخاص، لأنه خاص بعمل اليوم والليلة.
ثانيًا، تُعرض الأعمال على الله في كل أسبوع، تحديدًا يومي الاثنين والخميس. هذا الرفع خاص بعمل الأسبوع، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "تُعرضُ أعمالُ الناسِ في كلِّ جُمعةٍ مَرتيْنِ: يومَ الاثْنينِ، ويومَ الخميسِ".
ثالثًا، تُرفع الأعمال في كل سنة، وتكون في شهر شعبان. هذا الرفع لجميع أعمال السنة، كما ورد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "هوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ".
رابعًا، تُرفع الأعمال في آخر العمر، عند موت الإنسان وانقضاء أجله. تُطوى صحيفة أعماله، ويُختم عليها، ثم تُرفع إلى الله تعالى.
بالإضافة إلى ذلك، يُكلف الله بكل إنسان ملَكين من الملائكة، واحد عن اليمين لكتابة الحسنات، وآخر عن الشمال لكتابة السيئات. يكتبان كل الأقوال والأفعال التي تصدر عنه، وكلها تُكتب بلا زيادة أو نقصان. عند الموت، تُجعل أعماله معه في قبره إلى يوم القيامة.
كان النبي صلى الله عليه وسلم يُكثر من العبادة في شهر شعبان، وعن سبب ذلك قال: "هوَ شَهْرٌ تُرفَعُ فيهِ الأعمالُ إلى ربِّ العالمينَ". من فضائل شهر شعبان أنه يكسب العبد محبة الله، حيث يُضاعف الحسنات في أيام الغفلة كشهر شعبان. كما يُفضّل صيامه على صيام الأشهر الحرم لأنه مقدمة لشهر رمضان، وهو بمثابة السُنّة قبل الفرض. يُسمى شهر شعبان بشهر القرّاء حيث كان الصحابة والتابعون يتفرغون فيه لقراءة القرآن.
