لم يرد في السنة النبوية صفة معينة للصلاة والسلام على الرسول -صلى الله عليه وسلم- عند قبره، ولكن يمكن للمسلم أن يستدبر القبلة ويطرق رأسه مستحضراً الخشية والخشوع، ثم يدنو من القبر ويسلم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قائلاً: (اللهم صل وسلم على محمد). ثم له أن يسلم على أبي بكر الصديق صاحب رسول الله وأول خليفة للمسلمين، ويلتفت نحو اليمين بمقدار ذراع آخر ويسلم على عمر بن الخطاب، كما ورد عن ابن عمر أنه كان يسلم على رسول الله وعلى أبي بكر وعلى أبيه.
ومع ذلك، فإن الصلاة عند قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- متوجهًا إليه حرام، فقد نهى الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن اتخاذ المقابر مساجد. كما نهى عن الدعاء عند القبر، حيث قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد، اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد).
زيارة قبر النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- جائزة ومشروعة كما هي زيارة باقي القبور، إلا أن الاختلاف هنا في شد الرحال إليها. قال رسول الله:(لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، والمسجد الحرام، والمسجد الأقصى)، لذا ينبغي ألا يجعل المسافر نيته زيارة القبر لأن فيه مخالفة للحديث السابق.
لذا ينبغي على المسافر أن ينوي بالسفر كسب أجر الصلاة في المسجد النبوي، فعليه أن يقصد بسفره المسجد ثم يقوم بالصلاة فيه ثم زيارة قبر النبي -صلى الله عليه وسلم-، وزيارة البقيع، وزيارة شهداء أحد.
هناك آداب عديدة على المسلم اتباعها عند دخول المسجد، وفي الآتي بيان لأبرزها: لا يجوز الطواف بالقبر، ويكره إلصاق الظهر والبطن به، ولا يقبله ولا يستلمه. عدم أكل التمر في الروضة لأن تناوله من البدع. من أراد الرحيل ودع المسجد بركعتين، والقبر الكريم بالزيارة والدعاء.
وفي الختام، يجب التنبيه إلى أن الدعاء عند قبر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على قسمين: الأول أن يوجه الدعاء للرسول -صلى الله عليه وسلم- وهذا شرك أكبر. والثاني أن تدعو الله متوجهاً نحو القبر وهذه بدعة ووسيلة للشرك.