على الرغم من أن جغرافياً كانت تفصل بين شعبي الفايكنج والمجتمعات الإسلامية بشكل كبير - إذ عاش الفايكنج في شمال أوروبا بينما سيطر العالم الإسلامي على الشرق الأوسط وأجزاء كبيرة من أفريقيا وآسيا - إلا أنهما التقيا في بعض المواقع الجغرافية الرئيسية خلال القرون الوسطى. هذه المواجهات لم تكن منتظمة ولكنها كانت لها تأثير واضح على التاريخ البحري والتوسع الإقليمي لكلا الثقافتين.
في القرن الثامن والتاسع الميلادي، بدأ شعب الفايكنج رحلات استكشافية واسعة النطاق عبر البحر المتوسط والبحر الأحمر. أسفارهم التي بدأت لأسباب تجارية وتحقيق غايات اقتصادية سرعان ما تحولت إلى حملات عسكرية ضد المجتمعات المحلية بما فيها تلك ذات العلاقة بالثقافة الإسلامية. أحد أكثر المعارك شهرة وقعت عند كنيسة سانت كاترينا بمصر عام 814 ميلادية عندما هاجمت مجموعة فايكنج المدينة ونهبتها قبل انسحابها بسبب مقاومة السكان المحليين والدفاعات القوية للمدينة.
بعد عقود قليلة، وفي بداية القرن العاشر الميلادي، أصبح للفايكنج وجود قوي في الشمال الأفريقي خاصة في تونس وليبيا الحالية تحت حكم الأمويين. هنا قاموا بتأسيس مستعمرات مثل "إلدبيرغ"، والتي تعتبر أول مستوطنة معروفة لهم خارج سلتيك/جرمانيا ولايبريكا. رغم ذلك، فإن فترة الحكم الفايكنجي لهذه المناطق كانت قصيرة نسبياً حيث طردتهم القوات المسلمة مرة أخرى نحو نهاية القرن نفسه.
هذه العمليات العسكرية والحروب التجارية غيرت وجه العلاقات الدولية آنذاك وساهمت بشكل كبير في تشكيل تاريخ كلتا الثقافتين. إنها مثال حي لقوة التجارة والصراع الإنساني وكيف يمكن لهذين الجانبين أن يحولا مسار الأمور السياسية والجغرافية للإنسانية جمعاء.