تكتسب قضية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أهمية كبيرة في الإسلام كونها إحدى الأدوات الرئيسية لبناء مجتمع صالح ومترابط، وتعزيز قيم الخير والاستقامة بين أفراده. تتجلى هذه الأهمية في عدة جوانب حيويّة:
تحقق الوحدة والقوة للمسلمين والنصر المؤكد
إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يساهم بشكل كبير في جمع صفوف المسلمين وتوحيد جهودهم نحو هدف مشترك وهو رضا الله سبحانه وتعالى. هذا الاتحاد يقضي على الانقسامات الفرعية ويصبغ قلوب الناس بالإيمان والمحبة المتبادلة، مما يجعلهم أقرب إلى نيل النصر في دنيا وساعة الآخرة.
طاعة أوامر الله عز وجل
وضع رب العالمين للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كأحد واجبات عبادته يشير إلى مكانتها الخاصة والحاسمة ضمن منظومة تعبد الله المطهر. إنها ليست مجرد عظمة رمزية بل هي خدمة للحقيقة وللنفس الإنسانية نفسها بحماية نفسها من زلات الزلل والتشتت العقائدي.
إزالة الفساد والإنجاز بالعيش الرشيد
من وظائف شريفة الاستحقاق لهذه المهمة أنه يساعد على محو الظلام الداكن للإثم والكفر من الحياة البشرية واستعادة جمال الدنيا الأخلاقي والديني عبر تقارب أكثر فأكثر مع الكتاب الكريم والسنة الشريفة.
حماية مجتمعنا وضمان السلام الداخلي
يتمتع القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمسؤوليات دفاع راسخ ومباشر تجاه سلامتنا الاجتماعية العامة. فهو يحمي الأفراد والمجموعات الصغيرة من التأثيرات الضارة للخطيئة والفاحشة المحرمة شرعا والتي قد تؤدي لنشر فساد اجتماعي خطير يصعب التعافي منه مستقبلاً.
الواجب الشرعي ونتائج تخليه عنه
استكمالا لمكانتهم المقدسة، هذه الأعمال مقدسة ومعني بها كل مسلم قادر عليها حسب حديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم:"من رأى منكم منكرا فليغيره بيده, فإن لم يستطع فبلسانه, فإن لم يستطع فبقلبه". أما ترك تلك الخدمة بدون سبب مشروع فقد يعرض مرتكب ذلك لعواقب وخيمة وفقا للنصوص القرآنية مثل قوله تعالى "يكون الذين كفروا منكم عدوا مبينا"، بالإضافة لانقطاع دعائه وعدم قبول باقي أعمال البر الأخرى نتيجة لذلك أيضا.
طرق تنفيذ هذا المبدأ التشريعي
يمكن استخدام وسائل متنوعة لإتمام رسالة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كالدعاء المستمر بالحكمة والصواب لدى خلقنا الأعلى، نظرا لأهميتها الفائقة في توجيه القدر وحسن تدبيره لكل ظرف حساس. كذلك تساهم الكلمات المهذبة والمعاملة المثالية كنماذج حسنة وفعاليات مشتركة لمساعدة الجميع لتحسين حاله وانقاذه ممّا هو ضار ودفع الجمهور للسلوك طريق الهداية والخير عوض الاختلال الأخلاقي وغيرها ممن يدعوه للتظاهر ضد انتهاكه لحقوق الآخرين واحتمالات المزيد من الخطيئة الشخصية لهؤلاء المشوشين أخلاقياً وجسدياً وعاطفياً ونفسياً كنتاج مباشر لما فعلوه سابقاً.
هذه فقط جزء صغير جداً من تفاصيل شاملة حول دور هام للغاية كمفهوم شامل شامل لكل عناصر حياة الأشخاص المسلم سواء كانت فردية أم جماعة تشكل أساس وجودها وثبات وجودها داخل دائرة الإسلام العالمية وقدسية عقائدها الثابتة مدى الدهر حتى يوم الدينونة الأخيرة يوم يقوم الناس لرب العالمين ليجزيه كل منهم بما عمل ولم يغشه شيئاً مهما يكن ثمناً لتلك المنازعات المختلفة آنذاك أمام ربه جل وعلى!
