الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
الاستهزاء بالدين من أخطر الكبائر وأعظمها في الإسلام، وقد حذرنا الله تعالى منه في كتابه العزيز. ففي سورة التوبة، الآية 65-66، يقول الله تعالى: "وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ". هذه الآية تؤكد على خطورة الاستهزاء بالله ورسوله والقرآن الكريم، وتعتبر ذلك كفراً مخرجاً من الملة.
كما ورد في سورة البقرة، الآية 217، أن الاستهزاء بالدين والمسجد الحرام وإخراج أهله منه هو من أعظم الكبائر، وأن الذين يرتدون عن دينهم بعد معرفته يموتون كفاراً، فحبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة.
ومن الآيات الأخرى التي تحرم الاستهزاء بالدين قوله تعالى في سورة الأنعام، الآية 108: "وَلَا تَسْتَهْزِئُوا بِالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسْتَهْزِئُوا بِكُمْ وَيَدْخُلُوا فِي عَذَابٍ مُهِينٍ". وفي سورة الحجرات، الآية 11، نهانا الله تعالى عن الاستهزاء بالناس عموماً، سواء كانوا رجالاً أو نساءً، لأنهم قد يكونون أفضل من المستخفين بهم.
وفي الحديث الشريف، روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سب ديناً أو سب رجلاً أو سب امرأة أو سب مالاً أو سب شيئاً من أموال الناس فقد سب الله عز وجل" (رواه ابن ماجه). هذا الحديث يوضح أن الاستهزاء بأي شيء من أمور الدين أو أموال الناس هو استهزاء بالله نفسه.
وفي الختام، يجب على المسلمين أن يغاروا لدينهم ويحموها من الاستهزاء والطعن، وأن يتجنبوا كل ما يؤدي إلى ذلك. نسأل الله أن يجعلنا وإياكم ممن يدافعون عن دينهم ويحمون شعائره.