الحمد لله الذي فضّل عباده المؤمنين بعلم الكتاب والسنة، وجعل فيهما الهداية والرشاد. إنّ علم الغيب من أعظم ما خصّ الله به نفسه، وهو سرّ من أسراره التي لا يطلع عليها إلا من ارتضاه من رسله. وقد أكد القرآن الكريم والسنة النبوية على أهمية هذا العلم في حياة المسلم، حيث يرشدنا إلى الطريق المستقيم ويحفظنا من الضلال.
يقول الله تعالى في كتابه العزيز: "قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" (النمل: 65). وفي سورة الجن، يؤكد الله سبحانه وتعالى على كمال علمه وحده بقوله: "عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ" (الجن: 25-26).
ومن السنة النبوية، روى الإمام مسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: "ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم يخبر بما يكون في غد فقد أعظم على الله الفرية، والله يقول: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ" (مسلم).
إنّ علم الغيب ليس مجرد معرفة لما سيحدث في المستقبل، بل هو دليل على قدرة الله وعلمه الشامل بكل شيء. فهو يرشدنا إلى الطريق الصحيح ويحفظنا من الشرور والمصائب. كما أنه يعزز إيماننا ويقوي صلتنا بالله سبحانه وتعالى.
في الختام، يجب على المسلم أن يعتمد على علم الكتاب والسنة في حياته، وأن يتجنب التطلع إلى علم الغيب الذي استأثر الله به لنفسه. ففي اتباع هداية القرآن والسنة، نجد الهداية والرشاد في الدنيا والآخرة.