- صاحب المنشور: سناء السمان
ملخص النقاش:
في الوقت الذي شهدت فيه التكنولوجيا تطورا هائلا خلال العقود الأخيرة، بات الذكاء الاصطناعي (AI) محور اهتمام عالمي. هذا الاهتمام يأتي نتيجة للتأثير الواسع للذكاء الاصطناعي على مختلف جوانب حياتنا اليومية - من الرعاية الصحية والتعليم إلى الأمن والنقل. ولكن مع كل هذه الفوائد المحتملة، تظهر أيضا مجموعة جديدة من التساؤلات الأخلاقية. يتناول هذا القسم عدة قضايا أخلاقية رئيسية تواجهها تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وكيف يمكن التعامل معها بشكل فعال.
العدالة العرقية والجندرية:
إحدى أكثر المخاوف شيوعًا بشأن الذكاء الاصطناعي هي "التحيّز"، وهو عندما يتم تدريب نماذج AI باستخدام بيانات متحيزة أو غير تمثيلية لبعض المجتمعات. وهذا قد يؤدي إلى نتائج غير عادلة وتمييز ضد مجموعات معينة بناءً على العرق، الجنس، الدين وغيرها. على سبيل المثال، لو تم استخدام نظام الكشف عن الوجه لتحديد الأشخاص الذين يشكلون تهديداً محتملًا للأمن العام، فقد يميل النظام إلى الخلط بين الأفراد ذوي البشرة الداكنة بسبب نقص البيانات المتعلقة بهم أثناء مرحلة التدريب. لحل هذه المشكلة، ينبغي بذل جهد أكبر لتحسين نوعية وشمولية البيانات المستخدمة في تدريب النماذج بالإضافة إلى التركيز على الشفافية والمراقبة المستمرة.
خصوصية البيانات الشخصية:
يتطلب عمل الذكاء الاصطناعي كميات كبيرة من البيانات التي غالبًا ما تكون خاصة ومحصورة ضمن حدود قانون حماية البيانات الشخصية. هناك مخاطر متزايدة مرتبطة بكيفية جمع واستخدام تلك المعلومات الشخصية بمختلف الطرق عبر الإنترنت حيث تعمل شركات مثل Google وأمازون ومايكروسوفت على تحليل سلوك المستخدم بشكل مطلق لتحسين تجربة التسوق الخاصة بنا وتخصيص الإعلانات لنا عبر شبكات التواصل الاجتماعي والتطبيقات المختلفة مما يتسبب في انتهاكات خطيرة للخصوصية وقد يعرض حياة الناس للمخاطر إن لم يكن مصاحباً بتدابير وقائية مناسبة تضمن سلامتهم وتعزيز ثقافة الثقة في العالم الرقمي الحالي.
المسؤولية الاخلاقية عن الأخطاء:
مع توظيف المزيد من الوظائف البشرية بواسطة الروبوتات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، تصبح مسألة تحمل المسؤولية الأخلاقية لأفعال الذكاء الاصطناعي ذات أهمية كبيرة خاصة عند حدوث ضرر جسيم ناتجا عنها كالقتل مثلاً . فإذا كانت السيارة ذاتية القيادة تتسبب عرضيا بحادث مميت، هل يجب تحميل الشركة المصنعة مسؤوليتها أم مبرمج البرمجيات المتحكمة بها؟ وهل سيكون بإمكان القانون وضع قوانين واضحة فيما يخص الحالات الحرجة كتلك ؟
إن فهم كيفية تعاطينا مع هذه الأمور أمر حيوي للتطور الآمن والعادل للذكاء الاصطناعي. ستكون هناك حاجة لأنظمة تنظيمية أقوى وجهود بحث مكثفة لبناء آليات موثوقة لرصد وتحليل أداء نماذج الذكاء الصناعية وبالتالي تخفيف أي آثار سلبية محتمَلة لها عليها وعلى الأفراد والمجتمعات حول العالم.