التسويف، أو تأجيل الأعمال إلى وقت لاحق، هو سلوك شائع يمكن أن يؤثر سلبًا على حياة الفرد المسلم. في الإسلام، يُعتبر التسويف من صفات الشيطان، حيث يقول ابن القيم رحمه الله: "وَالْجِدُّ هَاهُنَا هُوَ صِدْقُ الْعَمَلِ، وَإِخْلَاصُهُ مِنْ شَوَائِبِ الْفُتُورِ، وَوُعُودِ التَّسْوِيفِ وَالتَّهَاوُنِ، وَهُوَ تَحْتَ السِّينِ وَسَوْفَ، وَلَعَلَّ، وَلَعَسَى، فَهِيَ أَضَرُّ شَيْءٍ عَلَى الْعَبْدِ". لذلك، من المهم للمسلم أن يتخذ خطوات عملية لمحاربة التسويف وتحقيق الجدية والالتزام.
أولاً، يجب على المسلم أن يدرك خطورة التسويف على دينه وحياته. من خلال تذكر قرب الأجل وعدم اليقين في الحياة، يمكن للمسلم أن يشعر بالتحفيز للبدء في التغيير الآن. كما يجب عليه أن يستحضر اطلاع الله عليه وعلمه بجميع أعماله، مما يجعله يشعر بالخجل من تأجيل الطاعة. بالإضافة إلى ذلك، يجب على المسلم أن يتذكر أن اللذة الحقيقية والحياة الطيبة لا يمكن الحصول عليها إلا في طاعة الله تعالى.
ثانياً، يمكن للمسلم أن يتبع بعض الاقتراحات العملية لمحاربة التسويف:
- تحديد أهداف واقعية: يجب على المسلم أن يحدد أهدافاً واقعية يمكن تحقيقهما، بدلاً من المثالية التي قد تؤدي إلى الإحباط.
- تجنب مقارنة النفس بالآخرين: يجب على المسلم أن يدرك أن لكل شخص مواهبه وقدراته الخاصة، وأن مقارنة النفس بالآخرين قد تؤدي إلى الشعور بالإحباط.
- عدم الخوف من انتقاد الآخرين: يجب على المسلم أن يتقبل النقد البناء من الآخرين أثناء سعيه نحو التغيير.
- طلب المساعدة المهنية: إذا كانت حالة التسويف شديدة، يمكن للمسلم أن يطلب المساعدة من طبيب نفسي مختص.
ثالثاً، يمكن للمسلم أن يتبع بعض النصائح العامة لمحاربة التسويف:
- أخذ النفس بالحزم وقوة العزيمة: يجب على المسلم أن يتذكر أن التسويف هو عجز وضعف، وأن أخذ النفس بالحزم اليوم سيؤدي إلى الراحة غداً.
- تذكير النفس بالدعاء: يجب على المسلم أن يدعو الله باستمرار بالتحرر من العجز والكسل.
- الانسلاخ من صحبة الكسالى: يجب على المسلم أن يبتعد عن صحبة الكسالى والمسوفين ويرتبط بذوي الحزم والعزم والقوة.
- معايشة السلف في نظرتهم إلى التسويف: يجب على المسلم أن يتعلم من السلف الصالح الذين كانوا ينفرون من التسويف ويعتبر
