شرع الله سبحانه وتعالى الزواج برؤى عميقة وحكمة متناهية. هذا المؤسسة الاجتماعية ليست مجرد اتحاد بشري فحسب، بل هي نظام متكامل لتحقيق المصالح الروحية والأخلاقية والدينية للإنسان المسلم. يمكن تلخيص أهم أهداف الزواج في الإسلام فيما يلي:
- إزالة المشاكل وردّ الاعتبار: خلق الله البشر بطبيعة تميل نحو جنس آخر، مما يستوجب منح هذه الرغبة مسارًا شرعى وصحيحًا عبر الزواج. هذا ليس فقط لمنع الأفراد من الانجرار خلف الشهوات المحرمة، ولكنه أيضًا طريقة للحفاظ عليهم كأشخاص محترمين وكرام.
- الاستمتاع والتكافل الاقتصادي: يعكس الزواج توازنًا اقتصاديًا وروحيًا بين الزوجين. الرجل يقوم بتوفير احتياجات حياتية أساسية كالطعام والملبس والسكن، بينما تهتم المرأة بأسرة المنزل ورعاية الأطفال والإدارة المالية.
- السكن والراحة القلبية: تشير بعض الآيات القرآنية إلى الوصف الدقيق لما قد يقدمه الزواج من راحة نفسية وجسدية. يقول عز وجل "ومن ءاياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجًا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة" [الروم :٢١].
- التعارف الاجتماعي والثقافي: تعد المناسبات الاجتماعية المرتبطة بزواج أفراد مختلف العائلات والقوميات فرصة للتواصل وبناء شبكة اجتماعية متنوعة ومتماسكة داخل المجتمع الإسلامي.
- البقاء والارتقاء: يعد الزواج أمرًا ضروريًا لبقاء الجنس البشري وانتشار الدين الإسلامي. بالإضافة لذلك، يدعم البيئة الأسرية للأطفال نموهما النفسي والجسدي بشكل صحيح، ويتيح الفرصة لأجيال جديدة للحياة بكرامة وأداء عباداتها وفق التعاليم الإسلامية.
- تقوية الصف المسلم: يساهم الزواج في زيادة قوة المسلمين ونفوذهما عالمياً حسب الحديث النبوي:" تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم".
- الأبوة والأمومة والصبر بعد الموت: توفر وظيفة الأمومة فرصًا عظيمة لسعادة الوالدين أثناء حياة أبنائهما وبعد مماتهما عندما يشهد لهما البر والإخلاص بمكانة رفيعة لدى الله جل وعلى يوم القيامة.
- تسهيلات الشريعة: حرصت الشريعة الإسلامية دائمًا على تيسير عقود الزواج وتخفيف مطالب النفقة والكلفة المادية عليها حتى تكون واقعية ومعقولة ولا تعيق الشباب عن دخوله، وقال رسول صلى الله عليه وسلم :" خير الصداق أيسره ".
هذه الأهداف جميعها تتضافر مع بعضها البعض لإنشاء مجتمع متماسك وعادل ومنظم تحافظ فيه العلاقات الشخصية ضمن نطاق ديني وثقافي واضح المعالم وسط بحر الحياة اليومية المضطربة باستمرار .