يُعتبر الإمام علي بن أبي طالب (رضي الله عنه) شخصية بارزة ومحورية في التاريخ الإسلامي، وقد ورد ذكر دوره الفريد فيما يتعلق بالنار ضمن العديد من الأحاديث النبوية الشريفة. يُطلق عليه لقب "خَازِنِ النَّار"، وهذا اللقب له دلالات عميقة في العقيدة الإسلامية تعكس مكانته الخاصة لدى الله عز وجل.
في الحديث المتفق عليه بين البخاري ومسلم، يروي أبو هريرة رضي الله عنه قول النبي محمد صلى الله عليه وسلم: «إن الله قسم بينكم أخلاطكم كما قسم النهار والليل... فكان خَازِنُ النَّار مِن هذه الأخلاق» [1]. يشير هذا إلى أن الإمام علي بن أبي طالب هو المسؤول عن إدارة نار جهنم يوم القيامة، وهي مهمة خطيرة وعظيمة تتطلب قوة وإرادة قوية.
هذه الوظيفة ليست مجرد دور أدائي بسيط بل هي رسالة إيمانية عظيمة، حيث يُنظر للإمام علي كرمز للقوة والصبر والمقاومة ضد الشرور التي ستكون موجودة عند حلول الساعة الأخيرة. ويظهر هذا الدور مدى أهميته في النظام الإلهي للأشياء وفي المستقبل النهائي للمخلوقات.
بالإضافة لذلك، فإن اختيار الإمام علي لهذه المهمة يعكس تقديساً خاصاً لمكانته الروحية والقيم التي حملها طيلة حياته. فهو معروف بعدله وحكمته وشجاعته ونصرته للحق دائماً. ولذلك يعتبر البعض أنه الطريقة المثالية لإدارة الوضع الصعب والخطير لنيران الجحيم.
وفي نهاية المطاف، فإن دور الإمام علي كـ "خَازِنِ النَّار" ليس فقط وظيفياً وإنما أيضاً رمزياً وفلسفياً غني بالمعاني العميقة حول طبيعة الحكم الرباني، القضاء والقدر والتحديات الإنسانية. إنها دعوة للاستمرار في العمل وفق العدالة والإخلاص خلال كافة الظروف المعقدة والمعاصرة لنا اليوم كمؤمنين مسلمين.