يعد كتاب "الجنائز" من الكتب المهمة في الفقه الإسلامي، حيث يتناول أحكامًا متعددة تتعلق بالميت منذ الاحتضار وحتى الدفن. يبدأ المؤلف ببيان أهمية عيادة المريض، مستندًا إلى النصوص الشرعية التي تشير إلى مشروعية هذه العبادة الجليلة. يقول المؤلف: "تُسن عيادة المريض"، مستشهدًا بفعله ﷺ وأمره بذلك، مما يدل على مشروعية هذه العبادة الجليلة.
عيادة المريض من القربات الكبيرة وأحب الطاعات إلى الله، حيث تجمع بين قلوب المؤمنين والمؤمنات، وتظهر الرحمة والتعاون بين المسلمين. فعل النبي ﷺ عيادة المريض، وأمر أصحابه بذلك، كما ورد في الحديث الصحيح عن البراء بن عازب ﵁: "أمر بعيادة المريض وإبرار المقسم".
بعد ذلك، ينتقل المؤلف إلى أحكام الاحتضار، حيث يوضح كيفية وضع المحتضر على جنبه الأيمن إلى القبلة، مع تقديم التلقين بالشهادتين دون إلحاح. ثم ينتقل إلى مسألة الدفن، وهو أمر ثابت في الشريعة الإسلامية بإجماع المسلمين، مستندًا إلى قول الله تعالى: "أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ كِفَاتًا (٢٥) أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا (٢٦)" [المرسلات: ٢٥-٢٦].
وفيما يتعلق بأحكام الدفن، يذكر المؤلف أن الأصل في الدفن هو الإجماع، وأن المسلمون دفنوا موتاهم منذ عهد النبي ﷺ وحتى يومنا هذا. ويستشهد بحديث هشام بن عامر ﵄ الذي رواه الإمام أحمد في المسند، حيث أمر النبي ﷺ بدفن ثلاثة موتى في قبر واحد، مع تقديم أكثرهم قرآنًا.
وفي الختام، يؤكد المؤلف على أهمية اتباع أحكام الجنائز في الإسلام، والتي تشمل عيادة المريض، والتلقين بالشهادتين عند الاحتضار، والدفن وفقًا للأحكام الشرعية.
