القدر والنصيب: نظرة إسلامية إلى مصائر الحياة

في الفقه الإسلامي، يحتل مفهوما "القدر" و"النصيب" مكاناً محورياً في فهم الإنسان لعلاقته بخالق العالم. رغم ارتباطهما الوثيق، إلا أنهما يختلفان في الدلال

في الفقه الإسلامي، يحتل مفهوما "القدر" و"النصيب" مكاناً محورياً في فهم الإنسان لعلاقته بخالق العالم. رغم ارتباطهما الوثيق، إلا أنهما يختلفان في الدلالة والمعنى.

القدر هو علم الله السابق بكل ما سيحدث في الكون، وهو شامل لكل الأشياء التي تحدث منذ بدء الخلق حتى يوم القيامة. هذا العلم لا يمكن أن ينسخ أو يحرف لأنه يعكس إرادة الرب التي هي فوق كل تغيير وتبديل. القرآن الكريم يؤكد على هذه الحقيقة عندما يقول: "إن الله عنده علم الساعة وينزل الغيث ويعلم ما في الأرحام وما تدرك نفس من كسبها وإلى ربها مرجعها".

أما النصيب فهو الجزء المتعلق بالحظ الشخصي للإنسان ضمن القدر العام، والذي يتم تحديده بناءً على أعمال المرء وأفعاله. النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: "يعجبني الفأل الصالح، وإن العمل بالنصيب"، مما يشير إلى أن الإسلام يدعو المسلمين للاعتماد على الجهد والإجراءات العملية لتحقيق النجاح والسعادة، مع الاعتراف بأن نتائج تلك الأعمال قد تكون محددة سلفا حسب قدر الله.

بالتالي، بينما القدر ثابت ومقدس، فإن النصيب قابل للتغيير والتأثير عبر الاستجابة الإيجابية للأحداث وتحسين الذات. وهكذا، فإن تفهم الفرق بين هذين المفهومين يساعد المسلم على تحقيق توازن بين اليأس والأمل، وبين القبول بالقادم والمشاركة الفاعلة في تشكيله وفق رغبات الله وطريقته.


الفقيه أبو محمد

17997 Blogg inlägg

Kommentarer